وقال الآخر:

وينهض قومٌ في الحديد إليكمُ ... يذودون عن أحسابهم كلَّ مُجرمِ

وقال الفراء: السلاح يذكَّر ويؤنَّث. وقال: قالت امرأة من بني أسد: إنما سمى جدنا دبيرا لأن السلاح

أدبرته. وقال الطرماح وذكر الثور:

يهزُّ سِلاحاً لم يَرِثْها كَلالةً ... يشكُّ به منها غموض المغابِنِ

و (يرثه)، يعنى قرنيه.

وقوله (ومن لا يظلم الناس يظلم) معناه من كف عن الناس ظلموه وركبوه.

وموضع يذد جزم بمن وعلامة الجزم فيه سكون الدال، والواو سقطت لاجتماع الساكنين، ومن

مرفوعة بما عاد من يذد، ويهدم جواب الجزاء.

(ومَنْ لم يُصانِع في أَمورٍ كثيرة ... يُضرَّسْ بأَنيابٍ ويُوطَأْ بِمنْسِمِ)

قوله (يصانع) معناه يترفق ويداري. وقوله (يضرس بأنياب): يمضغ بضرس. و (يوطأ بمنسم)

وهذا مثل، يقال: طأني بظلف وكلني بضرس. والمنسمان: الظفران في صدر خف البعير. يقال

وطئته فأنا أطؤه وطئا، مثل وضعا. ويقال: نعوذ بالله من طئة الذليل. وقال أبو جعفر: قوله ويوطأ

بمنسم، معناه يذل، كقول الفرزدق:

هنالك لو تَبعِي كُليبا وجدتَها ... أذلَّ من القِردان تحت المناسمِ

ويصانع جزم بمن، ومن مرفوعة بما عاد من يصانع، ويضرس جواب الجزاء، ويوطأ نسق عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015