(ومَنْ يَجْعَلِ المعْرُوفَ مِنْ دُونِ عِرْضِه ... يَفِرْهُ ومَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ)

معناه من اصطنع المعروف إلى الناس وقى عرضه. و (العرض): موضع المدح والذم من الرجل.

يقال إنه لطيب العرض، إذا كان طيب ريح الجسد. وقال بعضهم العرض: النفس. ولحسان بن ثابت:

هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه ... وعند الله في ذاكَ الجزاءُ

فإنّ أبى ووالدهَ وعِرضي ... لِعرض محمد منكم وِقاءُ

أراد: نفسي. والحديث الذي يروى في أهل الجنة، انهم (لا يتغوطون ولا يبولون، إنما هو عرق

يجري من أعراضهم مثل المسك)، معناه من أجسادهم. وقوله (يفره) يجعله وافرا. ويقال وفرت ماله

وعرضه فأنا أفره، وقد وفر مال بني فلان يفر وفورا. ويقال أرض وافرة: لم تحش ولم ترع.

ويجعل مجزوم بمن، واللام كسرت لاجتماع الساكنين، ويفره جواب الجزاء علامة الجزم فيه سكون

الراء. وكان الأصل فيه يوفره، فحذفت الواو لوقوعها بين الكسرة والياء، كما حذفت من يزن ويلد.

وقال الكسائي: حذفت الواو فرقا بين الواقع وغير الواقع: فالواقع قولك يزن الأموال ويلد الأولاد،

وغير الواقع وجل يوجل ووحل يوحل.

(سئمِتُ تكاليفَ الحياةِ ومن يعِشْ ... ثمانينَ عاماً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ)

قال يعقوب: سئمت ما تجيء به الحياة من المشقة. يقال: عليّ من هذا الأمر تكلفة، أي مشقة. ويقال

سئمت من الشيء فأنا أسأم منه سأما، وسأمة ساكنة الهمزة، وسآمة بألف بعد الهمزة. ومثله رأفة

ورآفة، وكأبة وكآبة، حكاهن الفراء، وأنشد:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015