فمن أبى الصلح - وهو الزج الذي لا طعن به -

أعطى العوالي، وهو التي يطعن بها. قال: ومثل للعرب (الطعن يظأر) أي يعطف على الصلح. وقال

غيره: كانوا إذا لقوا قوما لقوهم بالأزجة ليؤذنوهم أنهم لا يريدون حربهم، فان أبوا قلبوا لهم الأسنة

فقاتلوهم. قال يعقوب: وسمعت أبا عمرو يقول: يقال رمح مزج. إذا عمل له الزج؛ ومنصل، إذا

عمل له نصل. ويقال أنصلت السهم، إذا نزعت نصله؛ ونصلته، إذا عملت له نصلا. قال الأعشى:

تَداركَه في مُنْصِل الألِّ بعدما ... مضَى غير دأداءٍ وقد كاد يعطبُ

أراد بمنصل الأل رجبا؛ لانهم كانوا ينزعون النصال فيه ويتركون القتال. والأل: جمع ألة، والألة:

الحربة. ومعنى (يطيع العوالي) أي إذا طعن بها سقط موتا، فكأنه لما مات مطعونا بها مطيع لها.

و (العوالي): جمع عالية، وهي نحو من ذراع من مقدم الرمح. وقال أبو جعفر: العامل على مقدار

ذراعين من أعالي الرمح، وهو الذي يعمل في الطعن. والعالية من نصفه إلى أعلاه، والسافلة من

نصفه إلى أسفله. وقال يعقوب في قوله كل لهذم: معناه الماضي؛ يقال سنان لهذم ولسان لهذم، سواء.

قال أوس بن حجر:

تُخُيِّرن أنضاءً وركِّبن أنصلاً ... كجمرِ غضىً في يوم ريحٍ تزيَّلا

وموضع من رفع بما عاد من يعص ومعناها الجزاء، ويعص جزم بها علامة الجزم فيه سقوط الياء،

والفاء جواب الجزاء، والهاء اسم إن، وخبرها ما عاد من يطيع. وموضع العوالي نصب بيطيع،

وسكن الياء على لغة من يقول رأيت الجواري بتسمين الياء، واللغة الجيدة فتحها. ويقول أحاب هذه

اللغة: رأيت قاض وداع. والكلام الجيد: رأيت قاضيا وداعيا. قال الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015