(فَشَدَّ ولمْ يُنْظِرْ بُيوتاً كَثيرَةً ... لدَى حَيْثُ أَلقتْ رَحْلَها أٌُمُّ قَشْعَمِ)

ويروى: (ولم تنظر بيوت). وروى الأصمعي: (فشد ولم تفزع بيوت كثيرة) يقول: شد على عدوه

وحده فقتله ولم يفزع العامة بطلب واحد - يريد بذلك تملقهم وألا يغضبوا - وإنما قصد لثأره ولم

يردكم، فاقبلوا الدية والصلح ودعوا الحرب. و (أم قشعم): الحرب الشديدة. وقوله (ألقت رحلها) أي

حيث شدة الأمر. ويقال أم قشعم للمنية. وقال أبو عبيدة: أم قشعم: العنكبوت. أي شد عليه بمضيعة

فقتله. ويروى: (ولم تفزع بيوت كثيرة)؛ أراد إنه لم يستعن عليه بأحد. ومن روى: (ولم ينظر بيوتا)

أراد ولم ينظر حصين بيوتا. ومن روى: (ولم تنظر بيوت) جعل البيوت اسم ما لم يسم فاعله.

وموضع حيث خفض بلدى، والأم ترتفع بألقت، والرحل منصوب به، وإنما ضمت وهي في موضع

خفض لأن أصلها حوث فعدلت عن الواو إلى الياء وجعلت ضمة الثاء خلفا من الواو. هذا قول

الكسائي، وقال الفراء: ضمت لتضمنها معنى المحلين، ومن العرب من يظهر الواو في حيث فيقول

حوث، فإذا قلت عبد الله حيث زيد، فمعناه عبد الله في مكان فيه زيد، فلما قامت حيث مقام محلين

أعطيت أثقل الحركات.

(لَدَى أَسدٍ شاكي البَنانِ مُقاذِفٍ ... لهُ لبَدٌ أَظفارُه لمْ تُقَلَّمِ)

وروى الأصمعي: (لدى أسد شاكي السلاح مقذف). يقال: هو شاكي السلاح، وشاكُ السلاح وشاكُّ

السلاح، بالتخفيف والتشديد، ومعناه سلاحه ذو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015