قال: ويقال: التمس لي مرضعا، أي ذات لبن، فإذا كانت ترضع فهي مرضع ومرضعه. وقال أبو

عبيدة: قال بعضهم:

كمرضِعةٍ أولادَ أخرى وضَيَّعتْ ... بنيها فلم تَرقَعْ بذلك مَرقَعا

وقال امرؤ القيس:

فمثلِكِ حُبلى قَد طرقتُ ومُرضع ... فألهيْتُها عن ذي تمائمَ مُحوِلِ

وقال الفراء: يقال الرِّضاع والرَّاع، والرِّضاعة والرَّضاعة، والرضع. وأنشد ابن الأعرابي وغيره:

داويَّة شَقَّت على اللاعِ الشَّكِعْ ... وإنَّما النوم بها مثل الرَّضِعْ

واسم ما لم يسم فاعله مضمر فيه من ذكر الحرب، كأنه قال: فتنتج لكم الحرب غلمان أشأم. ونصب

الغلمان بوقوع الفعل عليهم، ويقول بعض النحويين: هو خبر ما لم يسم فاعله. وأشأم موضعه خفض

إلا إنه لا يجري، وكلهم مرفوع بالكاف الزائدة لأنها في معنى مثل، والتقدير كلهم مثل أحمر عاد،

وهو على مثال أفعل، لأنه أضافه، وكل اسم لا يجري إذا أضيف جرى.

(فتُغْلِلْ لَكُمْ ما لا تُغِلُّ لأَهْلِها ... قُرىً بالعِراقِ مِن قَفِيز ودِرهم)

قال يعقوب: هذا تهكم، أي هزء. يقول: لا يأتيكم منها ما تسرون به مثل ما يأتي أهل القرى من

الطعام والدراهم، ولكن غلة هذا عليكم ما تكرهون. قال أبو جعفر: فتغلل لكم معناه أنكم تقتلون

ويحمل إليكم ديات قومكم، فافرحوا فهذه لكم غلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015