(وما الحرْبُ إِلاْ ما عَلِمْتُمْ وذُقْتُمُ ... وما خُوَ عَنْها بالحَدِيثِ المرجَّمِ)

قال يعقوب: معناه وما الحرب إلا ما قد جربتم وذقتم، فإياكم أن تعودوا. وقوله: (وما هو عنها

بالحديث المرجم) معناه: وما الخبر عنها بحديث يرجم فيه بالظن، ولكن هذا ما شهدتم وباشرتم

وعرفتم. المرجم: الذي يرمى فيه بالظن. وقال أبو جعفر: معناه أن غدرتم ثم عادت الحرب وهي ما

قد جربتم وعرفتم فإياكم أن تغدروا.

والحرب موضعها رفع بما علمتم، وما مرفوعة بها، وعلمتم صلة ما، والهاء المضمرة تعود على ما،

والتقدير: وما الحرب إلا ما علمتموه. وذقتم نسق على علمتم، وما جحد لا موضع لها وهو مرفوع

بالحديث، والمرجم نعت الحديث، وعنها حال، كأنه قال: وما هو وهو عنها لا عن غيرها. ويصلح

في قول الكسائي أن تجعل (عنها) من صلة المرجم ويصلح تقديمها لأن الحديث خبر، والمرجم نعته،

والألف واللام ينوى بهما الطرح في مواضع الإخبار. أجاز الكسائي: ما عبد الله بأخيك فيك الراغب،

لأن الراغب نعت الأخ، والأخ في هذا الموضع اسم والألف واللام لا تلغى في مواضع الأسماء.

(متَى تَبْعَثُوها تَبْعَثُوها ذميمةً ... وتَضرَ إذا ضَرَّيتموها فتَضْرمِ)

قوله (ذميمة) معناه مذمومة. يقول: أولها صغير ثم تعظم بعد. يقال رجل ذميم، إذا كان مذموما

بالذال، وامرأة ذميم بغير هاء، لأنه مصروف مذمومة إلى ذميم. وهو كقولك كف خضيب، وعين

كحيل، ولحية دهين. ويقال رجل دميم، بالدال، إذا كان حقيرا. قال الشاعر:

كضرائر الحسناء قُلنَ لوجهها ... حسداً وبغياً إنه لدميمُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015