والمغانم ترتفع لأنها اسم أصبح، وخبر أصبح ما عاد من يحدى، وشتى في موضع رفع على النعت
للمغانم.
(تُعفَّى الكُلومُ بالمِئِينَ فأَصبحَتْ ... يُنَجِّمُها مَنْ ليس فيها بمُجْرِمِ)
قوله (تعفى الكلوم) معناه تمحى الجراح بالمئين من الإبل تؤدي، يجعلونها نجوما. ويقال عفا الشيء
يعفو عفاء، إذا درس. وقد عفوته وعفيته ويقال كلم وكلام وكلوم. وقد كلمت الرجل أكلمه كلما،
وقرحته أقرحه قرحا، وجرحته أجرحه جرحت. وهو رجل كليم في قوم كلمى، وجريح في قوم
جرحى، وقريح في قوم قرحى. وقوله: (من ليس فيها بمجرم) يقول: انتم تغرمونها ولم تجرموها
وتجنوها. يقال أجرم الرجل يجرم إجراما، وجرم يجرم جرما وجرمة. قال عمرو بن البراقة
الهمداني:
وننصُر مولانا ونعلم أنَّه ... كَمَا النَّاسِ مجرومٌ عليه وجارمُ
وقال أبو جعفر: من ليس فيها بمجرم، يعني الساعيين.
والكلوم اسم ما لم يسم فاعله، والباء صلة تعفى، واسم أصبحت مضمر فيه من ذكر المئين، وخبر
أصبحت ما عاد من الهاء في ينجمها، وموضع من رفع. بينجم، وليس صلة من، وما فيه يعود على
من، وبمجرم خبر ليس، وفيها صلة مجرم.