وقال أبو جعفر: قوله (يستبح كنزا) أي يجد كنزل مباحا فيأخذه لنفسه فيعظم حينئذ. وقال (يعظم):
يأتي بأمر عظيم. و (يعظم): يعظمه الناس. و (يعظم) يصير عظيما. وقال: يروى على هذه الوجوه
الثلاثة.
وموضع عظيمين نصب على الإتباع لبعيدين. وموضع من رفع بما عاد من يستبح، ويعظم موضعه
جزم لأنه جواب الجزاء.
(وأَصبَحَ يُحْدَي فيكُم مِن إِفالِها ... مَغانِمُ شَتَّى منْ إِفالِ مُزَنَّمِ)
يحدي: يساق. ويروى: (فأصبح يجري فيهم من تلادكم). والتالد من المال والتليد: ما ولد عندهم،
وأصله الوالد والوليد، فأبدلت التاء من الواو؛ كما قالوا متزن، والتراث وأصله الوراث، وتجاهى
وأصله وجاهي. والطارف والطريف: ما استحدثوا. يقول: صرتم تغرمون لهم من تلادكم. هذا قول
يعقوب. وقال أبو جعفر: قوله من تلادكم معناه من كرم سعيكم الذي سعيتم لهم حتى جمعتم لهم
الحمالة. وقال: هذا قول ابن الأعرابي. ورواه أبو جعفر: (من نتاج مزنم) وقال: إفال خطأ، لأنه لا
ينبغي أن تكون مزنمة. وقال يعقوب: الإفال: الصغار من الإبل بنات المخاض وبنات اللبون، الواحد
أفيل وأفيلة للأنثى. وقوله (مزنم)، والتزنيم علامة كانت تجعل على ضرب من الإبل كرام، وهو أن
يسحى ظاهر الأذن، أي تقشر جلدته، ثم تفتل فتبقى زنمة تنوس، أي تضطرب. قال المتلمس:
وإنَّ نصابي أن سألتَ وأسرتي ... من الناس حيٌّ يقتنون المزنَّما
وروى أبو عبيدة: (من إفال المزنم)، وقال: هو فحل معروف. قال: ويقال عطاء مزنم ومزند، أي
قليل. وقال أبو جعفر: يقال عطاء مزلم ومزند. وأنكر النون مع الميم.