فحملها وابنها زيدا وهو صغير، فأتى بهما بلاده. فولدت فاطمة رزاحا. وشب ابن كلاب في حجر

ربيعة، فسمى زيد قصيا لبعد داره عن دار قومه؛ ولم يبرح زهرة مكة.

ثم أن قُصياً قال له رجل من بني عذرة: الحق بقومك فإنك لست منا. فقال: ممن أنا؟ قال: اسأل

أمك. فسألها فقالت: أنت أكرم منه نفسا ووالداً ونسبا، أنت ابن كلاب بن مرة القرشي، وقومك آل الله

في حرمه وعند بيته. فجهزته، وقال: لا تعجل حتى تخرج حجاج قضاعة فتخرج معهم، فإني أخاف

عليك. فلما شخص الحاج شخص قصي معهم حتى قدن على أخيه زهرة وقومه، فلم يلبث أن ساد،

فكانت خزاعة بمكة أكثر من قريش. فاستنجد قصي أخاه لأمه رزاحا وله ثلاثة أخوة من أبيه من

امرأة أخرى: حن، ومحمود، وجلهمة، بنو ربيعة بن حرام. فأقبل بمن أجابه من أحياء قضاعة، ومع

قصي قومه، فنفوا خراعة عن البيت.

وزعم قوم من خزاعة أن قصياً تزوج حبي بنت حليل بن حبشية بن سلول ابن كعب بن عمرو بن

ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر، فولدت له عبد الدار، وعبد العزى، وعبد مناف، وعبداً، بني

قصي.

وكان حليل آخر من ولى البيت من خزاعة، فلما ثقل جعل ولاية البيت إلى ابته حبي، فقالت: قد

علمت أني لا أقدر على فتح الباب وإغلاقه. قال: إني أجعل الفتح والإغلاق إلى رجل يقوم لك به.

فجعله إلى أبي غبشان، وهو سليم ابن عمرو بن بوى بن ملكان بن أفصي بن حارثة بن عمرو بن

عامر، فاشترى قصي منه ولاية البيت بزق خمر وقعود، فلما رأت ذلك خزاعة كثُروا على قصي،

فاستنصر أخاه فقدم بمن معه من قضاعة، فقاتل خزاعة حتى نفوا خزاعة.

قال أبو عبيدة: فأما الخلفي - وهو رجل من بني خلف - فزعم أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015