استشنعوا إحلال المحرم. فلما قلم الإسلام قام وقد عادت الحرم إلى أصلها،

فأحكمها الله تعالى وأبطل النسيء، قال الله عز وجل فيه تلك

الآيات. ففخر بذلك عمرو بن قيس، جذل الطعان، فقال:

ألسنا الناسئينَ على مَعَدّ ... شُهورَ الحِلِّ نجعلُها حراما

فلما أمرت معد - أي كثرت - تفرقت. فقال مهلهل:

غنيَتْ دارنا تِهامةُ في الدَّه ... رِ وفيها بنو مَعِدٍّ حُلولا

وأما قريش فلم يفارقوا مكة منذ خلقوا، ولم يدعوا ميراثهم عن إسماعيل عليه الصلاة والسلام. فلما

كثروا وقلت المياه عليهم تفرقوا في الشعاب والجباجب من الحرم ولم يخرجوا منه والجبجب

والأخاشب: جبال مكة. يقال: (ما بين أخشبيها وبين جبجبيها أحمق من فلان!).

فتزوج كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، فاطمة بنت سعد بن سيل، وهم من الجدرة، وهم

حي من جعثنة من أزد شنوءة، حلفاء في بني كنانة. فولدت لكلاب زيدا وزهرة، فهلك كلاب وزيد

صغير وقد شب زهرة، فقدم ربيعة بن حرام، من عذرة بن سعد هذيم بن زيد مكة، فتزوج فاطمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015