والثانية: الإفاضة من جمع غداة النحر إلى منى. فكان ذلك إلى بني زيد بن عدوان بن عمرو بن

قيس بن عيلان، فكان آخر من ولى ذلك منهم أبو سيارة عميلة بن الأعزل بن خالد بن سعد بن

الحارث، فكان إذا أراد أن يفيض بالناس غداة جمع قال: (يا صاحب الحمار الأسود، علام تحسد،

فهلا صاحب الأمون الجلعد، اللهم اكف أبا سيارة الحسد!). ثم يفيض بالناس فكان يقال: (هو أصح

من حمار أبي سيارة!). وكان يقال إنه دفع بالناس عليه أربعين سنة لا يعتل. قال أبو عبيدة: فقال

قائل:

نحن دفَعْنا عن أبي سيَّارَه ... حتَّى أفاضَ مُجْرياً حمارَه

والثالثة: النسيء لشهور الحرام، فكان ذلك إلى القلمس، وهو حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدي بن

مالك بن كنانة، ثم في بنيه، حتى صار ذلك إلى آخرهم وقام عليه الإسلام، أبي ثمامة، وهو جنادة بن

عوف بن أمية، أحد بني حذيفة بن عبد. فكانوا يحلون من الحرم ما شاءوا، ويحرمون من الحلال ما

شاءوا ثم إذا أراد الناس الصدر قام الذي يلي ذلك فقال: (اللهم إني لا أحاب ولا أعاب، ولا مرد لما

قضيت. اللهم أني قد أحللت دماء المحلين من طي وخثعم إحلال دم ظبي، فاقتلوهم حيث ثقفتموهم.

اللهم أني أحللت أحد الصفرين: الصفر الأول، ونسأت الآخر للعام المقبل).

وإنما أحل دماء خثعم وطي لأنهم كانوا لا يحرمون الأشهر الحرم. وإنما قالوا أحد الصفرين لأنهم

جعلوا المحرم الصفر الأول ليقولوا إنه حلال إذا أحلوا، لأنهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015