وقال:

وادٍ حرامٌ طيرُهُ ووحشُه ... نحن ولِينا فلا نغُشُّه

وزاد غير أبي عبيدة:

وابن مُضاض قائمٌ يمُشُّه ... يأخذ ما يُهدّى له يفُشُّه

وقال عمرو بن الحارث الجرهمي:

كأنْ لم يكن بين الحَجون إلى الصَّفا ... أنيسٌ ولم يسمُرْ بمكَّة سامرُ

ولم يتربع واسكاً فجنوبَه ... إلى المنحنى من ذي الأراكة حاضرُ

بلى نحنُ كنَّا أهلهَا فأبادَنا ... صروفُ اللَّيالي والجدودُ العواثرُ

وقال أيضا:

يأيها الناس سِيروا أن قَصْرَكمُ ... أنْ تُصبحوا ذاتَ يومٍ لا تسيرونا

كنَّا. أناساً كما كنتمْ فغيَّرنا ... دهرٌ فأنتم كما كُنَّا تكونونا

حُثُّوا المطيَّ وأرخوا من أزمتَّها ... قبلَ الممات وقَضُّوا ما تقضُّونا

يقول: بادروا فخذوا بحظكم من الدنيا وما تقدمون لأنفسكم، فإنكم تموتون كما متنا. أي اعملوا

لآخرتكم وأحكموا أمر دنياكم.

فوليت خزاعة البيت. إلا إنه كان في قبائل مضر ثلاث خلال:

الإجازة للناس بالحج من عرفة. وكان ذلك إلى الغوث بن مر بن أد بن طابخة، ثم كانت في ولده

وكان يقال لهم صوفة، فكانت إذا حانت الإجازة قالت العرب: أجيزي صوفة! ففخر بذلك أوس بن

مغراء السعدي فقال:

قلا يَريمون في التعريف موقفَهم ... حتَّى يقال أجيزوا آلَ صُوفانا

قال: يقال لكل من ولى من أهل البيت شيئا، أو أقام بشيء من خدمته أو بشيء من أمر المناسك:

صوفة وصوفان؛ لانهم بمنزلة الصوف، فيهم من كل لون: قصير وطويل، وأسود وأبيض؛ ليسوا من

قبيلة واحدة؛ لأنه يذهب قوم ويجيء قوم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015