(فلَمَّا وَرَدن الماءَ زَرْقاً جِمامُه ... وَضَعنَ عصى الحاضرِ المتخيِّمِ)

يقال: ماء أزرق، إذا كان صافيا. وهذا مثل قول هميان:

فصبّحت جابيةً صُهارِجا ... كأنه جلدُ السماء خارجا

أي لصفائه وزرقته. و (الجمام) قال الأصمعي: يقال للماء إذا خرج من عيونه فارتفع في البئر: قد

جم يجم جموما؛ ويسمى الماء نفسه جما. ويقال: استق لي من جم بئرك. ويقال: بئر جموم، أي

سريعة رجوع الماء. وقوله (زرقا) معناه لم يورد قبلهن فيكدر، فهو صاف. وقوله (وضعن عصى

الحاضر المتخيم) معناه أقمن كما يطرح الذي لا يريد السفر عصاه ويقيم. ويقال للرجل إذا أقام: ألقى

عصا التسيار. و (المتخيم) يريد الذي يتخذ خيمة، وهي أعواد تنصب وتجعل لها عوارض فتظلل

بالثمام، ويكون في جوانبها خصاص منها الريح في القيظ. فهي أبرد من الأخبية. وأنشد للأبيرد

الرياحي:

فألقتْ عصا التَّسْيار عنها وخيَّمتْ ... بأجْباءِ عذبِ الماءِ بيضٍ محافرهُ

قوله بيض محافره: معناه حفر في أرض حمراء ولم يحفر في سوداء ولا دمن. والأجباء: جمع جبا،

وهو ما حول البئر والحوض؛ وجمعه أجباء بالمد، وخيمت: اتخذت خيمة وأقامت. وقال أبو جعفر

أحمد بن عبيد: بيض محافره معناه إنه أنبط في أرض بيضاء، فهو أغزر لمائه. وقال: إنما تظلل

الخيمة بالثمام لأنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015