تَربَّبَها التَّرعيب والمَحضُ خِلفةً ... ومسكٌ وكافور ولُبنَى تَأكَّلُ
الترعيب: السنام. والمحض: اللبن. أراد: إذا مضى الترعيب خلفه اللبن. وحكى يعقوب عن بعض
أهل اللغة إنه قال: خلفة معناه مختلفة، يريد أنها تردد في كل وجه. وقال أبو جعفر: معناه في أمن
وخصب. وقوله (وأطلاؤها ينهضن)، معناه أنهن ينمن أولادهن إذا أرضعنهن ثم يرعين، فإذا ظنن
أن أولادهن قد أنفدن ما في أجوافهن من اللبن صوتن بأولادهن فنهضن للأصوات ليشربن. فقال: هذا
مثل بيت ذي الرمة:
كأنَّها أمُّ ساجي الطرف أخدَرها ... مستودَعٌ خَمرَ الوعساء مَرخُوم
لا ينعَش الطَّرفَ إلاّ ما تخوَّنَه ... داع يناديهِ باسم الماءِ مبغومُ
و (الطلا): ولد البقرة والظبي والشاة، ويقال له طلا من ساعة يولد إلى نصف شهر. وقد يستعار
الطلا لأولاد الناس. و (المجثم) للغزال والأرنب والطائر: موضعه الذي يجثم فيه. يقال جثم يجثِم
ويجثُم. قال أبو عبيدة: الجثوم للطائر والإنسان بمنزلة البروك للإبل. قال الله عز وجل: (فأصبحوا
في دارهم جاثمين). وأنشد أبو عبيدة:
صاحب طَلْح أو عِضاه أو سَلَمْ ... إذا الجبانُ بين عِدْليْه جَثَمْ
ويروى (مجثم) بكسر الثاء. فمن فتح الثاء قال المجثم اسم من جثم يجثم، كما يقال المدخل من دخل
يدخل. ومن قال مجثِم بكسر الثاء قال: هو الاسم من جثَم يجثِم.