(بِهَا العِينُ والآرَامُ يَمْشِينَ خِلفةً ... وأَطلاؤُها يَنْهضْنَ من كلِّ مَجْثَمِ)
العين: البقر، واحدها أعين وعيناء، وإنما سميت عيناء لسعة عينها. والآرام: ظباء بيض خوالص
البياض، واحدها ريم وريمة، ومساكنها الرمل. وقال يعقوب: العفر ظباء تعلو بياضها حمرة، قصار
الأعناق والقوائم، ومساكنها القفاف والجلد، وهي معزى الظباء، ومراعيها العضاه، لأنها أخف الظباء
لحوما. قال: والأدم ظباء بيض البطون سمر الظهور طوال الأعناق والقوائم، ومساكنها الجبال، وهي
إبل الظباء، وهي أغلظ الظباء ممضغة لحم، وهي مشرفة القطوات مجدولة المتون. قال يعقوب:
وقال الأصمعي: وليس يطمع الفهد في العفر لسرعتها. وقال أبو جعفر: العفر تكون في بلاد هذيل
وقيس وأسد في جبالهم. وأما الأدم عند بني تميم فمساكنها الرمال، وهي البيض الخالصة البياض.
وأنشد لذي الرمة:
ذكرتُكَ أن مَرَّت بنا أمُّ شادنٍ ... أمامَ المطايا تشرئبُّ وتَسنَحُ
من المؤْلفاتِ الرَّمل أدماءُ حُرّةٌ ... شُعاعُ الضُّحى في متْنها يتوضَّحُ
وقال أبو جعفر: وإبل الظباء هي في الظباء كالإبل، أي هي أنبلها وأطولها أعناقا. وقال يعقوب في
قوله (خلفة): معناه إذا مضى فوج جاء آخر، وأصله إذا ذهب شيء خلف مكانه شيء آخر. وإنما
أراد أن الدار أقفرت حتى صار فيها ضروب من الوحش.
قال ابن الأنباري: الدليل على صحة هذا عندي قول الله عز وجل: (وهو الذي جَعَل اللَّيِلَ والنَّهار
خِلْفةً)، معناه أن أحدهما يخلف الآخر، من فاتته صلاة بالليل صلاها بالنهار. قال الشاعر: