أي ينعى على صاحبه ذنوبه ويعددها عليه. وفيه معنى آخر، وهو أن يكون أراد: وكل نائع، أي
عطشان إلى دم صاحبه، فقلبه فجعل الياء بعد العين. ويكون هذا من قولهم: جائع نائع، أي عطشان.
ويقال النائع تابع للجائع في مثل معناه، كما يقال حسن بسن. وروى التوزي والطوسي: (فانعيني لما
أنا أهله). ويقال شققت الشيء شقا. والشق: نصف الشيء. والشق أيضا: المشقة. قال الله عز وجل:
(لم تكونوا بالغِيهِ إلاّ بشِقِّ الأنفس)، أي إلا بالمشقة على الأنفس. ويقال جيب وجيوب، وقد جبت
القميص وجيبته، أي قطعت جيبه. وقطعت الجيب. إنما خص الجيب لأن الشق من الجيب أمكن.
والفاء جواب الجزاء، وما في معنى الذي، وأنا مرفوع بالأهل، والتقدير: فانعيني بالذي أنا مستأهله.
و (لا تجعليني كامرئ ليس همه كهمي ولا يغني غنائي ومشهدي)، معناه لا تسوى بيني وبين من لا
يشبهني في شجاعتي وكرمي. وموضع الكاف نصب بليس، وموضع غنائي نصب والتقدير فيه: ولا
يغني مثل غنائي.
والغناء إذا فتحت عينه مد، وإذا كسرت فصر وكان مضادا للفقر. وربما اضطر الشاعر إلى مده،
وهو مما لا يقاس عليه. أنشد الفراء:
سيُغنيني الذي أغناكَ عني ... فلا فَقرٌ يدوم ولا غِناءُ
(بَطيءٍ عَن الجُلَّي سَريعٍ إلى الخَنا ... ذَلولٍ بأَجْماعِ الرِّجال مُلَهَّدِ)
ويروى: (بطيء عن الداعي). يقال بطؤ يبطؤ بطئا وبطأة وبطاء. و (الجلي): الأمر العظيم، إذا
ضمت الجيم منه قصر وإذا فتحت مد فقيل