(وقرَّبتُ بالقُربَى وجَدِّكَ إِنَّهُ ... مَتَى يَكُ أَمرٌ للنَّكيثةِ أَشْهَدِ)

قوله (وقربت بالقربى) يقول: أدللت على مالك بالقربى، أي أدللت على ابن عمي بالقرابة. وقوله:

(للنكيثة) يقول: متى يجيء أمر نبلغ فيه أقصى المجهود من النفس أشهده. يقال: بلغت نكيثة البعير،

إذا جهدته في السير فلم يبق من سيره شيء. والجمع نكائث، قال الراعي:

تُضحي إذا العيِسُ أدركْنا نكائثها

وقال الطوسي: النكيثة: شدة النفس. يقال: بلغت نكيثة البعير، إذا بلغ جهده في السير. قال أبو

جعفر: الرواية الجيدة: (إنني متى يك أمر). وقال غيره: وجدك مخفوض على القسم، ومعناه الحظ،

أي وحظك.

ويك موضعه جزم بمتى، والأصل فيه يكن، فذهبت النون لكثرة الاستعمال، وشبهت بالياء والواو

والألف. والهاء اسم إن، وجملة الكلام خبر أن، وتقدير الهاء: أن الشأن وأن الأمر. وأشهد مجزوم

على جواب الجزاء، ومن روى: (إنني متى يك أمر) قال: النون والياء اسم إن، وخبر أن ما عاد من

أشهد، والتقدير: إنني أشهد متى يك أمر، فلما وقع خبر أن في موضع جواب الجزاء جزم وتأويله

الرفع والتقديم.

(وإِنْ أُدْعَ في الجُلَّى أَكُنْ من حُمَاتها ... وإِنْ يَأْتِكَ الأَعداءُ بِالجَهْدِ أَجْهَدِ)

وروى الطوسي: (وإن أدع للجلى). قال: والجلى: الأمر الجليل العظيم. وقال يعقوب: الجلى فعلى

من الأجل، كما تقول: الأعظم والعظمى. وقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015