وأخبث الأفاعي أفعى الجدب، وأسرع الظباء تيس الحلب،

وأشد الرجال الأعجف الضخم، وأقبح النساء القفرة الجهمة. ويقال لحية الحماط شيطانة. ففي

الشيطان ثلاثة أقوال: يقال هي الشياطين التي يعرفها الناس؛ لأن الناس قد تيقنوا وحشتها وان لم

يعاينوها. ويقال الشياطين حيات الحماط، والحماط الشجر. قال حميد بن ثور:

فلمَّا أتتْه أنشبَتْ في خِشاشِهِ ... زِماماً كشيطان الحماطةِ محكَما

ويقال الشياطين نبات تعرفه الأعراب، وحش الرءوس، شبه الله عز وجل الطلع به. و (الغضا):

شجر. ويقال: نار غضوية، إذا كانت تثقب بشجر الغضا. و (نبهته): هيجته. و (المتورد): الذي

يطلب الورد. وقال أبو عبيدة: المحنب من الخيل: الذي في عظامه انحناء. ويقال: محنب الخلق،

وموتر، ومعقرب إذا كان فيه انحناء. ويقال للشيخ: فيه توتير، إذا انحنى صلبه. وروى الطوسي:

(كسيد الغضا في الطخية). والطخية: السحابة عليها طخاء. وقال أبو جعفر: الطخاء هو السحاب

المظلم. وقال غيره: المتورد: الذي يطلب ورود الماء. قال: وذئب الغضا أخبث من ذئب الفضا.

وموضع الكر رفع لأنه نسق على السبق. ومحنبا منصوب على الحال من المضاف، والكاف في

موضع نصب على النعت لمحنب. والمتورد نعت للسيد.

(وتَقصيرُ يومِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ ... ببَهْكَنةٍ تَحتَ الخبءِ المعمَّدِ)

قوله (وتقصير يوم الدجن) معناه أقصره باللهو، ويوم اللهو قصير، وليلة اللهو والسرور قصيران.

قال بعض الأعراب:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015