وقال الطوسي: قال بعضهم: جس الندامى: أن يجسوا بأيديهم يلمسونها، كما قال الأعشى:
لِجَسّ الندامى في يدِ الدّرع مِفتَقُ
فهذا يصدق قول من قال: انهم يلمسون بأيديهم. وذلك أن القينة كان يفتق فتق في كمها إلى الرسغ،
فإذا أراد الرجل أن يلمس منها شيئا ادخل يده فلمس. ويد الدرع: كمه. و (البضة): البيضاء الرقيقة
الجلد الناعمة. ويقال: ابيض بض. وقال يعقوب: البضة الرقيقة الجلد الناعمة. ويقال ابيض بض ولا
يقال أسود بض. وقوله (المتجرد) يعنى هي بضة عند التجريد إذا جردتها من ثيابها. وقال يعقوب:
المتجرد: ما سترته الثياب من الجسد
والقطاب يرتفع برحيب، ورحيب نعت لقينة، وقطاب رفع بمعنى رحيب، والألف واللام بدل من
الهاء كأنه قال: رحيب قطاب جيبها. وقال بعضهم: من خفض قطابا جعل الرحيب نعتا للقينة.
وخفض قطاب عندي خطأ، لأن الرحيب لو كان منقولا إلى القينة لقال رحيبة قطاب الجيب. والرفيقة
نعت لها أيضا، أعني القينة، وكذلك البضة.
(إِذا نَحْنُ قُلنا أَسْمِعِينا انبرَتْ لنا ... على رِسْلِها مَطروفةً لم تَشَدَّدِ)
قوله (انبرت لنا) معناه اعترضت لنا. وقال الطوسي: معناه أخذت فيما يطلب منها فغنت. وقوله
(مطروفة) معناه فاترة الطرف، معناه ساكنة كأنها طرفت عن كل شيء تنظر اليه، وطرف طرفها
عنه. وقال أبو جعفر: معنى قوله مطروفة كأنها قد أصابت عينها طرفة من فتورها. وأنشد للمخبل:
وإذا ألمَّ خيالُها طُرِفَتْ ... عيني فماءُ شُؤُونها سَجْمُ