(وجاشتْ إليه النَّفْسُ خَوفاً وخَالَهُ ... مُصَاباً ولَو أَمْسَى عَلى غَيْرِ مَرصَد)
قوله (وجاشت)، معناه ارتفعت إليه من لخوف ولم تستقر، كما تجيش القدر، إذا ارتفع غليانها. قال
عمرو بن معد يكرب:
فجاشتْ إلى النَّفسُ أول مَرّةٍ ... فرُدَّت عل مكروهها فاستقرَّتِ
وقوله (إليه) معناه إلى صاحبه. وقوله (وخاله مصابا) معناه ظن إنه هالك ولو أمسى وليس يرصده
عدوه. و (عَلَى) معناه في والتقدير ولو أمسى في موضع لا يرصد فيه. وقال الطوسي: ولو أمسى
على غير مرصد، معناه على غير سبيل هلكة ولا خوف.
والنفس يرتفع بجاشت، وإليه صلة جاشت، وما في خاله يرتفع به، والهاء اسم خال، ومصابا خبره.
(إِذا القَومُ قالُوا مَنْ خِلْتُ أَنّني ... عُنِيتُ فلم أَكْسَلْ ولم أَتَبَلَّدِ)
معناه: إذا قالوا: من فتى لأمر عظيم ظننتني عنين بذلك الأمر. وقال أبو جعفر: إذا قالوا: من فتى
يحدو بنا لننجو.
وإذا وقت فيه طرف من الجزاء، وموضع من رفع بفتى، وفتى مرفوع بمن، وأن كافية من اسم
خلت وخبره، والنون والياء اسم أن، وخبرها ما عاد من التاء.