كصفاء ماء القلت. وقوله (مورد) أراد يردها ماء المطر، ولو وردها الناس
لكدروها.
والعينان يرتفعان على النسق على ما قبلها. والكهفان مضافان إلى الحجاجين. والقلت نعت الصخرة.
(طَحُورانِ عُوَّارَ القَذَى فتَراهُما ... كمَكحُولَتَيْ مَذعورةٍ أُمِّ فَرقَدِ)
قوله (صحوران) يعنى العينين، يقول: ترميان بعوار القذى. و (العوار): القطعة من الرمد. فيقول:
عينها صحيحة. وقال الطوى: طحوران معناه طروحان. ويقال طحره ودحره، إذا فعه عنه وأبعده.
قال الله عز وجل: (ويُقْذَفون من كلِّ جانبٍ دُحوراً). وطحا به: أبعده. قال علقمة بن عبدة:
طحَا بك قلبٌ في الحسانِ طَروبُ ... بُعيَد الشَّبابِ عَصْرَ حانَ مشيبُ
يقال سهم مطحر، إذا كان بعيد الذهاب. والعوار جمع، واحده عائر. ويقال: قذت عينه تقذى قذيا، إذا
ألقت القذى؛ وقذيت تقذى قذى، إذا صار فيها القذى؛ وأقذيتها إقذاء، إذا ألقيت فيها القذى؛ وقذيتها
تقذية، إذا نزعت منها القذى. وقال أحمد بن عبيد: معناه عينها صحيحة لا قذى فيها، كأنها ثد طحرته
ولا قذى بها. وقوله (فترهما كمكحولتي مذعورة)، يريد كعيني بقرة مذعورة، وإذا كانت مذعورة كان
أحد لنزرها وارشق لها. يقال: قد ذعرته أذعره ذعرا، إذا أفزعته. والذعر الاسم. و (الفرقد): ولد
البقرة، وهو الفز، والبحزج، والبرغز، والطلا، والذرع. قال ابن احمر:
يُهِلُّ بالفرقد رُكبانُها ... كما يُهلُّ الراكبُ المعتمر