(وعَينانِ كالماوِيَّتيْنِ استَكنَّتَا ... بكَهفَيْ حِجَاجَيْ صَخرةٍ قلْتِ مَوْردِ)
شبه عينيها بالماويتين لصفائهما. والماويتان: المرآتان. أي انهما نقيتان من الأقذاء. (استكنتا): حلتا
في كن. يقال: أكننت الشيء في نفسي، إذا سترته؛ وكننته في الوعاء، إذا صنته. ويقال: مكان كنين،
إذا كان ستيرا. قال الله تبارك وتعالى: (كأنَّهُنّ بيضٌ مكنون). وقال أبو دهبل:
وهي بيضاء مثل لؤلؤة الغَ ... وَّاصِ مِيزت مِن جَوهر مكنونِ
و (الكهف): غار في الجبل، وهو ها هنا: غار العين الذي فيه مقلتها. و (الحجاج): العظم المشرف
على العين الذي ينبت عليه الحاجب. قال الشاعر:
تَنَام قَريراتِ العيون وبينها ... وبين حِجَاجَيهل قَذىً لا يُنيمُها
و (القلت): نقرة في الجبل يستنقع فيها الماء، مؤنثة، وجمعها قلات. قال الشاعر:
لو كنت أملك منعَ مائكَ لم يذُقْ ... ما في قِلاتك ما حييتُ لئيمُ
و (قلت مورد) معناه قلت يتخذ موردا. وإذا كانت الصخرة في ماء كان أصلب لها. فيقول: هي
صلبة الحجاج. وقال الطوسي: شبه عينيها بالمرآتين في نقائهما وصفائهما. وشبه غؤور عينيها بقلت
في صخرة. والقلت: نقرة في حجارة. قال: والحجاج: ما حول العين. والمورد: الماء. وقال أحمد بن
عبيد: قوله: استكنتا بكهفي حجاجي صخرة، أراد صفاء الماء، لأن الماء في الصخرة أصفى له. أو
يريد: صفاء عينيها