(ووَجهٌ كقِرطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَرٌ ... كسِبْت اليَمَانِي قَدُّهُ لم يُحَرَّدِ)
ورواه الطوسي والتوزي وأحمد بن عبيد: (وخد كقرطاس الشآمي). وقال أحمد: ووجه خطأ في هذا
البيت الذي رواه. و (وجه) أراد هو عنيق ليس فيه شعر، ويقال: أراد بياضه. قال الطوسي
والتوزي: شبه بياض خدها ببياض القرطاس. وقال أحمد: جعله كالقرطاس في نقائه وقصر شعرته.
قال: والشعر في الخد هجنه. وقال الطوسي: إنما قال الشآمي لأن الشام نحو مصر. يقال: رجل شآم،
إذا كان من أهل الشأم ويمان، إذا كان من أهل اليمن؛ وتهام من أهل تهامة. وانشد الفراء:
وأيّ الناس أكذبُ من شآمٍ ... له صُرَدانِ منطلقُ اللسانِ
والسبت: جلود البقر إذا دبغت بالقرظ، فإن لم تدبغ بالقرظ فليس بسبت. فأراد أن مشافرها طوال
كأنها نعال السبت، وذلك مما يمدح به. خص السبت للينه، ولأنه ليس بفطير لم يدبغ، فهو جاسئ.
وقال أحمد بن عبيد: شبهه بالنعل المستوية التي قد سبت شعرها، وهو لبس الملوك. وقال غيره: في
قوله: قده لم يحرد، معناه مثاله لم يعوج، هو مستو. ويروى عن ابن الأعرابي: (قده لم يجرد)، يقول:
لم يلق الشعر من جلده فهو ألين له. والقد: مصدر قددته أقده قدا. والتحريد: أن يجعل بعض السير
عريضا وبعضه دقيقا إذا قد. والقد: النعل بعينها. والقد الفعل. وقل أحمد بن عبيد: قوله قده لم يحرد،
معناه لم يميل. يصف إنها شابة فتية؛ وذلك أن الهرمة والهرم تميل مشافرهما.
والوجه معطوف على ما تقدم قبله. والكاف مرفوعة على النعت له. والمشفر نسق على الوجه. والقد
يرتفع بما عاد من يحرد.