(وجُمْجُمَةٌ مِثْلُ العَلاَةِ كأَنّما ... وَعَى المُلتقَى منها إلى حَرفِ مِبرَدِ)
(العلاة): السندان التي يضرب عليها الحداد حديده. شبه جمجمتها بها في صلابتها. وقوله (كأنما
وعى) معناه اجتمع وجبر فالتقى. يقال: قد وعى عظمه، إذا اجتمع وتماسك واجتبر. ويقال: لا وعى
عن ذاك، أي لا تماسك. قال ابن أحمر:
فواعَدن أن لا وعْىَ عن فَرج راكسٍ ... فَرُحْنَ ولم يَغضرِن عن ذاكَ مغضَرا
معناه أن لا تماسك. ولم يغضرن، معناه ولم يعدلن. والملتقى، يعنى كل شأنين من شؤون الرأس.
وشؤون الرأس: ملتقى قبائله. وشؤون الجبل: طرائق تكون فيه تخالف سائر لونه. فيقول: كأن ملتقى
كل قبيلتين من رأس هذه الناقة حرف مبرد. يقول: قد شخصا وتسنما. وهذا أشد للرأس. وقال
الأصمعي: لم يقل أحد مثل قول عنترة:
غرِدٌ يسُنُّ ذراعَه بذراعِه ... قَدْحَ المكبِّ على الزّنادِ الأجذمِ
وقال أحمد بن عبيد: قوله: كأنما وعى الملتقى منها إلى حرف مبرد، أراد صلابته فليس لملتقاه نتو،
كأنه ملتئم كله كالتئام المبرد من تحت حزوزه. فيقول: هذه الجمجمة كأنها قطعة واحدة في التئامها.
وخص المبرد للحزوز التي فيه. فيقول: فيها نتو غير مرتفع.
والجمجمة نسق على ما تقدم. ومثل نعتها. وكأنما حرف واحد لا يغير شيئا من الإعراب.