إليه. قد نهض الفرخ، إذا ارتفع وفارق عشه؛ وهي
النواهض. وقد نهض القوم لقتال عدوهم، إذا ساوروهم وثاروا إليهم. وقوله: (إذا صعدت به) معناه
اشخصته في السماء. ويقال: قد تصعدني الأمر، إذا شق عليك. ومنه قولهم: هو يتنفس الصعداء.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله سبحانه عنه: (ما تصعدتني خطبة كما تصعدتني خطبة النكاح).
ويقال: قد أصعد في الأرض، إذا ابعد فيها، وقد أصعد في الجبل يصعد إصعادا. وقد صعد في الدرجة
والسلم يصعد صعودا. قال الله عز وجل: (إذ تُصْعِدون ولا تَلْوُون على أحَد).
وقال الأعشى:
ألا أيُّهذا السائلي أين أصعَدَتْ ... فإنَّ لها في أهل يثربَ موعدا
فشبه طرفة عنق الناقة في طوله بسكان بوصي. و (البوصي): السفينة، وهو فارسي معرب. وروى
أبو عبيدة: (كسكان نوتي) وهو الملاح، وهم النواتي. والعركي: الملاح، والجمع عرك. ويقال للملاح
الصراري أيضا. وقال أبو جعفر: عركي منسوب إلى عرك. والعرك عمل الملاحين، والواحد عارك
والجميع عرك. قال: وربما سموا جماعة الملاحين بالعرك، كما يقال قوم صوم وفطر، ولا واحد
للعرك حينئذ. وقل أبو جعفر: للناقة سيرتان، فإذا أرقلت وارتفعت في سيرها رفعت رأسها، وإذا دفت
مدت عنقها، كأنها ترجم بمشفرها الأرض.
والاتلع يرتفع بمعنى ولها أتلع. والكاف في موضع رفع على النعت بأتلع. والمصعد نعت للبوصي،
والباء صلة مصعد.
وقال أبو جعفر: جعله كالسكان، أراد الدقل فلذلك قل مصعد؛ لأن السفينة إذا أصعدت انصب دقلها
ومدت.