بكزة، ولكنها تمور، لأن جلد كتفيها ومنكبيها رهل، كقول الجعدي:
إلى جؤجؤٍ رَهِلِ المَنْكِبِ
أي هو كثير اللحم مضطرب ليس بجاس. ويستحب لليدين أن يكونا كذلك، ويستحب في الرجلين أن
يقصر نساهما ليكون أزج لهما بخفيهما، وأشد لرجليها، وأثبت لوطئها بهما.
والصهابية ترتفع بإضمار هي، والموجدة نعتها، وكذلك البعيدة والموارة، ويجوز نصبهن على
المدح.
(أُمِرَّت يَدَاها فَتْلَ شَزْر وأُجْنِحَتْ ... لها عَضُداها في سَقيفٍ مُسندِ)
قوله (أمرت يداها) معناه فتلت فتلا شديدا حتى نحيت عن جنبها. والامرار: شدة الفتل. يقال: رجل
ذو مرة، إذا كان ذا شدة وعقل. قال الشاعر:
قد كنت قبل لقائكم ذا مِرَّة ... عندي لكلِّ مخاصم ميزانُه
وقال الله تبارك وتعالى: (ذو مِرَّة فاستوى) معناه ذو عقل وشدة. و (فتل شزر) معناه على اليسار.
يعنى بذلك تجافى عضديها عن جنبيها. وقال الطوسي: الشزر أن يفتل من أسفل الكف إلى فوق.
واليسر: أن يفتل من أعلى الكف إلى صدره. واليسر هو القبيل، والشزر هو الدبير لأنك تدبر بذا عن
صدرك، وتقبل بذاك إلى صدرك. وهو قول الناس: (فلان لا يعرف قبيلا من دبير). وقال بعضهم:
القبيل: الشاة المقابلة، والدبير: الشاة المدابرة. فأما المقابلة فهي التي يقطع من مقدم أذنها شيء ثم
يترك معلقا لا يتبين كأنه زنمة. ويقال لمثل ذلك من