والهم ينتصب بأمضى، وانضمت الألف من أمضى لأن الماضي على أربعة أحرف. والباء صلة
أمضى، والعوجاء مخفوضة بالباء، والمرقال نعتها، وتروح وتغتدي موضعهما نصب على الحال، لو
صرفتهما إلى فاعل لقلت: رائحة وغادية.
(أَمُونٍ كأَلواحِ الإِرَانِ نسَأْتُها ... علَى لاَحِبٍ كأَنَّه ظَهْرُ بُرْجُدِ)
الأمون: الناقة الموثقة الخلق التي يؤمن عثارها وزللها. وكل خشبة عريضة فهي لوح. وقال
يعقوب: الإران: تابوت كانوا يجعلون فيه سادتهم وكبراء هم خصيصي دون غيرهم. شبه هذه الناقة
في اجفار جنبيها به. والاران في غير هذا النشاط والمرح. ويقال: الثور يؤارن البقرة، أي يجرى
معها سننا بعد سنن. وقال يعقوب نصأتها ونسأتا معناه حملتها على السبر في هذا الطريق اللاحب.
وقال أحمد بن عبيد: معناه زجرتها وضربتها بالمنسأة. ونسأتها ونصأتها واحد. وقال الفراء: المنسأة:
العصا العظيمة التي تكون مع الراعى، أخذت من نسأت البعير، إذا زجرته ليزداد سيره، كما يقال:
نسأت اللبن، إذا صببت عليه الماء، واللبن هو النسء. ونسئت المرأة، إذا حبلت. وقال غير الفراء:
المنسأة يُهمز ولا يهمز. قال الله عز وجل: (إلاَّ دابةُ الأرضِ تأكلُ مِنْسأتَه) يقرأ بالهز، وبغير الهمز.
قال الشاعر في الهمز:
أمِن أجلِ حبلٍ لا أباكَ ضَرْبتَه ... بمنسأة قد جَرَّ حبلُك أحُبلا