وقال الآخر في ترك الهمز:
إذا دبَبْتَ على المنِساة من كبر ... فقد تَباعَدَ عنك اللَّهو والغزلُ
وقال: أبو محمد التوزي: يروى: (نسأتها) و (نصأتها). قال: فمعنى نصأتها قدمتها، ومعنى نسأتها
أخرتها، وكأنه مأخوذ من المناصاة، وهو أن تأخذ بناصيته ويأخذ هو بناصيتك. ولم يهمز نصأتها
يعقوب. وقال أحمد بن عبيد: من قال نصأتها من المناصاة فقد أخطأ، لأن نصأتها مهموز ونصيتها
من المناصاة غير مهموز. قال أبو بكر: هو عندي كما قال أحمد بن عبيد؛ لأن الناصية غير مهموزة
فان كان نصيت فقلت منها فهو غير مهموز. ولا يجوز أيضا فيه نصات بغير همز مع الألف، لأن
الياء إذا وقعت موقع اللام من الفعل فسكنت وانفتح ما قبلها صحت، كقولك قضيت ورميت وما أشبه
ذلك.
و (لاحب): طريق منقاد؛ يقال مر فلان يلحب، إذا مر مرا سريعا. واللاحب أيضا: الطريق المؤثر
فيه؛ واللاحب: البين. قال امرؤ القيس:
على رحب لا يُهتَدي بمنارِهِ ... إذا سافَهُ العَوْدُ الدِّيافيُّ جرجرَا
ويقال: قد لحبه بالسوط، إذا أثر فيه. و (البرجد): كساء فيه خطوط وطرائق. فشبه الطرائق بطرائق
البرجد، وهو كساء من أكسية الأعراب. وظهر البرجد: وسطه. وقال أحمد بن عبيد: أراد كأنه برجد،
ولم يرد ظهرا دون بطن. وقال الفراء في قول الله عز وجل: (بطائنُها من إستَبْرق): قد يجوز أن
يكون البطائن ظواهر، ويجوز أن يكون الظواهر بطائن. وحكى عن ابن الزبير إنه قال في كلام له:
(فقتلهم الله تحتَ بُطون الكواكب)، يريد بالبطون الظهور.