معناه يجدع انفه ويفقأ عينيه، فأضمر للعينين ما ينصبهما.

والوجه الآخر: أن يختفض الوجه على النسق على الألمى؛ لأنه لما قال: وتبسم عن ألمى، كان معنى

الكلام وتبدى عن ألمى وعن وجه، فتنسق الوجه على الألمى ولا يحتاج إلى إضمار فعل آخر. قال

الشاعر:

إذَا تَغَنَّى الحمامُ الوُرْقُ هيَّجنِي ... ولو تعزَّيتُ عنها أمَّ عمارِ

نصب أم عمار بهيجني؛ لأن معناه ذكرني. وقال الآخر:

ومِن قبلُ آمَنَّا وقد كان قومُنا ... يصلُّون للأوثان قبل مُحمَّدا

نصب محمدا بآمنا، لأن معناه صدقنا.

(وإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِندَ احتضارِهِ ... بِعَوْجاءَ مِرْقالٍ تَروحُ وتَغْتَدِي)

يقال: مضى الشيء يمضى مضاء ومضيا، ومضيته أنا أمضيه إمضاء، إذا أذهبته عنك. والمضاء:

السرعة. ويقال: هم وهموم، ويجوز في القياس أهم، كما يقال صك وأصك. ويقال همني الأمر، إذا

أذابني، من قولهم: قد انهمت الشحمة في النار، إذا ذابت. ويقال لما ذاب من الشحم: الهاموم. قال

الراجز:

وأنْهَمَّ هامومُ السَّديفِ الوارى

وقال الآخر:

تضحَكُ عن كالبَرَدِ المنْهمِّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015