إني لعَمَرُ الذي خَطَّتْ مَناسِمُها ... تَخْدِي وسِيق إليه الباقر الغُيُلُ
أي شقت الأرض بمناسمها في سيرها. قال الله عز وجل: (قُتِلَ أصحاب الأخدودُ)
ويروى: (ووجه كأن الشمس). فمن رفع الوجه كان له في رفعه أربعة أوجه:
أحدهن أن يرتفع بإضمار ولها وجه، ويكون قوله كأن الشمس حلت رداءها عليه صلة الوجه، ونقى
اللون نعت للوجه، ولم يتخدد مستأنف، معناه الوصف للوجه.
والوجه الثاني: أن يرتفع الوجه بما عاد من يتخدد، ويكون قوله كأن الشمس حلت رداءها عليه صلة
الوجه، ونقى اللون نعت له.
والوجه الثالث: أن يرتفع الوجه بنقى اللون ويرتفع نقى اللون بالوجه.
والوجه الرابع: أن يرتفع الوجه بما عاد من الهاء المتصلة بكأن. وفي هذا الوجه قبح، لأن النكرة لا
ترتفع بما يلاصقها بعدها، لأنه صلة جعل لها، والاسم لا يرتفع بصلته.
ومن خفض الوجه كان له مذهبان:
أحدهما: أن يختفض على معنى وتبدى عن وجه، كما قال الشاعر:
إذا ما الغانياتُ بَرزْنَ يوماً ... وزجَّجن الحواجبَ والعُيونا
أراد: وكحلن العيون. وقال الآخر:
تراه كأنَّ الله يجدَعُ أنفَه ... وعَيْنَيْهِ أن مولاهُ أمْسَى له وَفْرُ