قال الله عز وجل: (وإذا الرُّسُلُ أقِّتَتْ)، فمعناه وقتت، فأبدلت الهمزة من الواو. ويقال: وجهت
الرجل، إذا ضربت وجهه، فأنا واجهه والرجل موجوه؛ كما يقال: أفخت الرجل إذا ضربت يافوخه،
فأنا آفخ والرجل مأفوخ. ويقال واجهت الرجل، إذا قابلته؛ ووجهته، إذا صيرته وجيها؛ ووجهته، إذا
أرسلته. ومعنى (حلت رداءها عليه) ألقت حسنها وبهجتها؛ فالرداء هاهنا: الحسن والجمال. وروى
أبو عبيدة: (كأن الشمس ألقت قناعها عليه)، وهذا مثل، يعنى حسنها. وقوله: (نقي اللون)، معناه
صافي اللون لم يخالطه اصفرار ولا شيء يشينه. ويقال نقي بيِّن النقاء. يقال غسل الثوب حتى ظهر
نقاؤه. وقال الشاعر:
ووجه رداءُ الحُسنِ منه نَقاؤُه ... ويَسْطع من أبشارها لُمَعُ الفجرِ
والنقا مقصور، من الرمل. والنقا: كل عظم فيه مخ، وجمعه انقاء. قال ابن لجأ:
طويلة والطول من أنقائها
أي من عظامها الممخة. والتخدد: اضطراب الجلد واسترخاء اللحم، وهو أن يصير فيه خدود. ويقال
قد خدد جلده، وقد تغضن، وقد انخنث، كل ذلك إذا تكسر. وأصل الانخناث في السقاء، ومنه سمى
المخنث مخنثا. وكل شق في الأرض فهو خد، وخط، وأخدود. ومنه قول الشاعر:
وخُطَّا بأطراف الأسنّة مضجعَي ... ورُدَّا على عينَيَّ فَضْلَ رَدائيا
أي شقا لي قبرا. ومنه قول الآخر:
أعلِمتَ يومَ عُكاظَ حينَ لَقِيتَني ... تَحتَ الغُبار فما خَطَطْتَ غُبَاري
أي ما شققته ولا قطعته، بل قصرت عنى. قال الأعشى: