كان أنعم لنبته وزهره: وحر الرمل: أكرمه وأحسنه لونا. وحر البلاد: أكرمها. وحر المتاع:
خياره. ومنه قوله:
فتناولَتْ قَيساً بحُرِّ بلادِهِ
أي بأكرم بلاده وأوسطها.
وقال الرستمي: قال أبو محمد التوزي: والحرة: الرطب الآزاذ، سمي حرة لكرمه. والد عص: كثيب
من الرمل، وليس بكثير، وقد يقال دعصه. وقوله: (له ندى) الهاء للمنور، ورواه الأصمعي: (وتبسم
عن ألمى يرف منور). قوله يرف معناه يقطر من نعمته وريه. يقال رف النبت يَرف ويُرف، بمعنى
واحد.
وقال ابن الأعرابي: نزل معاوية بن أبي سفيان بامرأة من العرب فقال لها: هل من قرى؟ قالت: نعم
يا أمير المؤمنين. قال: وما هو؟ قالت: (خبز خمير، وحيس فطير، ولبن هجير، وماء نمير). قال:
أحسنت الصفة فعجليه. فأتت به، فلما رفع يده قال: سلي حاجتك في نفسك. فسألت في الحس
أجمعين.
وقوله: (ندى) معناه في أسفله الماء؛ يقال للذي يندى ندى فهو ند.
والمنور اسم كأن، وخبر كأن مضمر والتقدير كأن به منورا، فحذف خبر كأن لأن الاسم نكرة
وموضع الخبر معروف. أنشدنا الفراء:
فلو كنتَ ضبيّاً عرَفتَ قرابتي ... ولكنَّ زنجيّا عظيمَ المشافرِ
معناه، ولكن بك، فحذف الخبر. وقال الأعشى:
إنَّ مَحَلاًّ وإنَّ مرتَحَلا ... وإنَّ في السَّفْر ما مضَوْا مَهَلا
معناه: أن لنا محلا؛ فحذف الخبر لدلالة المعنى عليه.