(تناول أطراف البرير)، أصله تتناول، لأنه فعل للمؤنث مستقبل، قال الله عز وجل: (تَنَزَّلُ الملائكةُ والرُّوح)، فمعناه
تتنزل الملائكة، فاستثقل الجمع بين تاءين فحذف إحداهما. قال الفراء: يجوز أن يحذف الأولى
ويجوز أن يحذف الثانية، لأن حركتهما متفقة. وقال هشام: المحذوفة هي الأولى. وقال البصريون:
المحذوفة هي الثانية، لأن الأولى علم استقبال لا يسقط. وترتدى موضعه رفع، لأنه نسق على تناول.
(وتَبْسِمُ عَنْ أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً ... تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ لهُ نَدِى)
قوله (وتبسم عن ألمى) معناه وتبسم عن ثغر ألمى. يقال: تبسم، وابتسم، وافتر وانكل، كل ذلك إذا
تبسم. وأما قول الراجز:
جاريةٌ في رمضانَ الماضي ... تُقطِّع الحديثَ بالإيماض
فإن الإيماض لمعان البرق، شبه صفاء ثغرها إذا بدا عند الافترار والابتسام بلمعان البرق. يقول:
فهذه المرأة إذا حدثت ابتسمت في خلال حديثها. وهم يمدحون الابتسام ويذمون الضحك. ومعنى قوله
(عن ألمى) عن ثغر ألمى، فحذف الثغر وأقام ألمى مقامه. قال ذو الرمة:
أضَلَّهُ راعيَا كلبيًّةٍ صَدَرا ... عن مُطْلِبٍ وطُلَى الأعناقِ تَضطربُ
أراد: صدرا عن ماء مطلب، أي قد حان أن يطلب، فأقام مطلبا مقام الماء. و (الألمى): الأسمر، أي
تبسم عن ثغر أسمر اللثات. وهم يمدحون سمرة اللثة، لأنها تبين بياض الأسنان. قال: