(خَذُولٌ تُراعِي رَلْرَباً بخَمِيلةٍ ... تَنَاوَلُ أَطْرافَ البَرِيرِ وتَرْتَدِي)
الخذول: التي خذلت صواحبها وأقامت على ولدها، وهي الخاذل. فان قال قائل: كيف قال: (وفي
الحي أحوى) ثم قال (خذول)، والخذول نعت الأنثى؟ قيل له: هذا على طريق التشبيه، أراد: وفي
الحي امرأة تشبه الغزال في طول عنقها وحسنها، وتشبه البقر في حسن عينيها؛ كما تقول: هي شمس
هي قمر! وقوله (تراعي ربربا) معناه أرعى مع الربرب، لأنها قد خذلت صواحبها وقطيعها، فهي
تراعى البقر. وإنما تخذل إذا كان لها خشف. وخص الخذول الجهتين: لأنها فزعة ولهة على خشفها،
فهي تشرئب وتمد عنقها وترتفع وترتاع؛ ولأنها منفردة، وهو أحسن لها، ولو كانت في قطيعها لم
يستبن حسنها. و (الربرب): قطيع الظباء والبقر. قال الشاعر:
إلى السَّلف الماضي وآخرَ سائرٍ ... إلى ربربٍ حِيرٍ حِسانٍ جآذرُه
أراد بالربرب القطيع من الظباء. والحير: الحور، أبدل من الواو ياء. قال الفراء: العرب تقول حور
عين وحير عين، وربما قالوا حير بالياء من غير أن يذكروا عينا. والحور: سواد المقلة كلها؛ وهو
في الظباء، وليس في الناس حور. هذا قول أبي عمرو. و (الخميلة): أرض سهلة لا حزن فيها، وهي
ذات شجر. وكل ذات خمل خميلة. وقال الطوسي: وقد تكون الخميلة من الرمال. وقال غيره:
الخميلة: رملة منبتة، قد صار النبات بمنزلة الخمل للقطيفة. أنشد الأحمر:
لها مُقْلتا حَوراءَ طُلَّ خميلةً ... من الوحش ما تنفكُّ تَرعى عَرارُها
معناه: لها مقلتا ظبية حوراء من الوحش، ما تنفك ترعى خميلة طل عرارها.