يقول طرفة: فهذا الظبي في شجر الأراك، فهو ينفض ثمره بروقيه، والروق: القرن. وإنما أراد إنه
في خصب. و (الشادن): الذي قد تحرك وكاد يستغني عن أمه من الظباء؛ والأم مشدن، وقد شدن هو
شدونا، إذا قوى وتحرك.
وقال أحمد بن عبيد: (ينفض المرد) معناه يلعب، لأنه قد شبع. قال ابن مقبل:
والعيَرُ ينفُخُ في المَكْنانِ قد كَتنتْ ... منه الجحافلُ وَسْطَ العِضرِس الثُّجَرِ
والثجر: جمع ثجرة: وهو ما اجتمع من النبت؛ وكذلك نبت العضرس. يصف إنه قد شبع. وقال
غير أحمد بن عبيد: قوله (مظاهر سمطي لؤلؤ)، معناه لبس واحدا فوق آخر. يقال: تظاهرت الأخبار
وتطابقت، أي أتى خبر على إثر خبر. ويقال: تظاهر القوم على فلان: تعاونوا عليه. ويقال: ظاهر
بين ثوبين وطابق، إذا لبس واحدا فوق واحد. ويقال: ظهرت على الشيء، إذا علوت عليه. قال الله
عز وجل: (فَما اسْطَاعُوا أن يَظْهَرُوه)، معناه أن يعلوا. والسمط: الخيط من اللؤلؤ، وجمعه سموط.
وقال أحمد بن عبيد: السمط: الخيط من اللؤلؤ وغيره: وقال غيره: شبه المرأة بظبي يرعى ثمر
الأراك، ثم قال: (مظاهر سمطى لؤلؤ)، فاللفظ على الظبي والمعنى للمرأة. وقال العجاج:
برّاقة كظبية البَريرِ
والاحوى موضعه رفع بفي، وينفض المرد صلة الاحوى، والشادن يصف الاحوى وكذلك مظاهر
سمطى لؤلؤ. ويجوز في العربية: (مظاهر سمطى) بالنصب على الحال مما في ينفض من ذكر
الاحوى، لأن كناية النكرة معرفة. والزبرجد نسق على اللؤلؤ، وموضع سمطى خفض بإضافة مظاهر
إليه.