إما مررتَ على النبيّ فقُلْ له ... حقٌّ عليكَ إذا اطمأنَّ المجلسُ

يا خيرَ من ركب المطيَّ ومن مَشَى ... فَوقَ الترابِ إذا تُعدُّ الأنفُس

ويقال: عد ابلك نظائر، أي عد ثنتين ثنتين؛ وعدها جمارا، أي جملة جملة. قال ابن أحمر:

يَظَلُّ رِعاؤها يُلغُون مِنْها ... وإن عُدَّتْ نظائر أو جَمَارا

العرمس: الناقة الصلبة، وشبهت بالعرمس، وهي الصخرة الصلبة؛ والجمغ عرامس.

ثم سار طرفة حتى قدم على عامل البحرين وهو بهجر، فدفع إليه كتاب عمرو بن هند فقرأه، فقال

له: هل تعلم ما أمرت فيك؟ قال: نعم أمرت أن تجزني وتحسن إلي. فقال لطرفة: أن بيني وبينك

خؤولة أنا لها راع حافظ، فاهرب من ليلتك هذه فإني قد أمرت بقتلك، فاخرج قبل أن نصبح ويعلم بك

الناس. فقال له طرفة: قد اشتدت عليك جائزتي فأحببت أن أهرب وأن أجعل لعمرو بن هند على

سبيلا، كأني أنبت ذنبا؛ والله لا أفعل ذلك أبدا! فلما أصبح أمر بحبسه، وجاءت بكر بن وائل وقالت:

قدم عليك طرفة! فدعا به صاحب البحرين فقرأ عليهم وعليه كتاب الملك، ثم أمر بطرفة فحبس،

فتكرم عن قتله وكتب إلى عمرو ابن هند: أن ابعث إلى عملك فإني غير قاتل الرجل! فبعث إليه

عمرو بن هند رجلا من بني تغلب يقال له عبد هند بن جرد (وقال ثابت: ابن الجرد)، واستعمله على

البحرين، وكان رجلا شديدا شجاعا، فأمره بقتل طرفة وقتل ربيعة بن الحارث العبدي، فقدمها عبد

هند فقرأ عهده على أهل البحرين، ولبث أياما، فاجتمعت بكر وائل وهمت به، وكان طرفة

يحضضهم، وانتدب له رجل من عبد القيس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015