(وعَجْزاء دَفَّت بالجَناحِ كأنَّها ... مع الصُّبح شيخٌ في بجاد مُقَنَّعُ)
عجزاء: عقاب، قال الأصمعي: سميت عجزاء لأنها شديدة الدابرتين. وقال أبو عبيدة: لبياض في
عجزها. وقال الطوسي: في جنبها ريش أبيض. ودفت: طارت. والبجاد: كساء غليظ من أكسية
الأعراب. وقال الطوسي: البجاد ينسج من صوف. قال الشاعر:
قل للصَّعاليك لا تَستحسروا ... من اضطربٍ وسيْرٍ في البجادْ
فالموتُ أحْجَى على ما خَيَّلَتْ ... من اضطجاع على غَيْر وسادْ
إن وَصَل الغَيْث ابْنَيْنَ امرأ ... كانت له قُبَّةٌ سَحْقَ بِجادْ
والمقنع: المغطى رأسه.
(فلن تَمنَعِي رزقاً لعبدٍ يريده ... وهل يَعْدُوَنْ بؤساك ما يتوقَّعُ)
ورواه الطوسي: (لعبد يصيبه). قوله: (فلن تمنعي)، يعني العواطس، أي: ليست بمانعة العبد ما قدر
له. وبؤساك من البؤس، يعنى الموت. ويتوقع يتخوف وينتظر. وقال يعقوب: أي ما يتوقع من الشر.
يقول: فل يكون من بؤساك شيء هو أكثر من الموت الذي يتوقعه الناس.
قال: وقد كان المتلمس فيما يقال قال لطرفة حين قرا كتابه: تعلمن أن الذي في صحيفتك مثل الذي
في صحيفتي. قال طرفة: أن كان اجترأ عليك ما كان ليجترئ عليّ ولا ليغرني ولا ليقدم عليّ! فلما
سار المتلمس إلى الشام وقال:
مَن مُبْلغُ الشَّعراءِ عن أخوَيْهم ... نبَأ فتصدُقَهم بذاكَ الأنفسُ