ليت لنا مكانَ المَلْكِ عَمروٍ ... رَغُوثاً حولَ قُبتنا تَخورُ
وهي قصيدة من شعره.
فلما قال عمرو بن هند لعبد عمرو: يا عبد عمرو لقد أبصر طرفة حسن كشحك! غضب من ذلك
وأنف من، وقال لعمرو: قد قال طرفة للملك أقبح من هذا! قال عمرو: ما الذي قال؟ فندم عبد عمرو
على ما سبق منه، وأبى أن يسمعه، فقال: أسمعينه، وطرفة آمن. فأسمعه القصيدة التي هجاه فيها،
فسكت عمرو بن هند على وقر في نفسه، وكره أن يعجل عليه لمكان قومه فأضرب عنه، وبلغ ذلك
طرفة وطلب غرته وطلب عمرو غرته والاستمكان منه، حتى أمن طرفة ولم يخفه على نفسه، وظن
إنه قد رضي عنه.
وقد كان المتلمس - وهو عبد المسيح بن جرير. قال ابن الكلبي: هو جرير بن عبد المسيح - قال
قصيدة يهجو فيها عمرو بن هند، وفيها غضب عليه، وهو قوله:
ولكَ السَّديرُ وبارقٌ ... ومُبايِضٌ لَكَ والخورنق
قال: فقدم المتلمس وطرفة على عمرو بن هند يتعرضان لفضله ومعروفه، فكتب لهما إلى عامله
على البحرين وهجر، وكان عامله فيما يزعمون ربيعة بن الحارث العبدي، وهو الذي كتب إليه في
شأن طرفة والمتلمس، وقال لهمها: انطلقا إليه فاقبضا جوائز كما. فخرجا، فزعموا أنهما لما هبطا
النجف قال المتلمس: يا طرفة، إنك غلام حدث، والملك من قد علمت حقده وغدره، وكلانا قد هجاه،
فلست آمنا من أن يكون أمر فينا بشر، فهلم فلننظر في كتبنا هذه فإن يك قد أمر لنا يخير مضينا، وأن
تكن الأخرى لم نهلك أنفسنا. فأبى طرفة أن يفك خاتم الملك، وحرص المتلمس فأبى، وعدل المتلمس
إلى غلام من غلمان الحيرة عبادي فأعطاه الصحيفة، فقرأها فلم يصل إلى ما أمر به في المتلمس
حتى جاءه