إبل طرفة التي كانت في جوار قابوس

وعمرو بن قيس فأخذها، لما كان من مسيره مع عمرو بن أمامة، فقال طرفة:

لعمركَ ما كانت حَمولةُ معبدٍ ... على جُدِّها حرباً لدينك من مُضَرْ

وهي قصيدة من شعره.

وكان طرفة قد هجا عمرو بن هند قبل ذلك ولم يبلغه حتى خرج في بعض خروجه إلى الصيد،

فأمعن في الطلب وانقطع في نفر من أصحابه حتى أصار طريدة، فنزل وقال لأصحابه: اجمعوا

حطبا، وفيهم عبد عمرو بن بشر بن عمرة بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة،

فقال له: اشو للقوم. فأوقد نارا وشوى، فبينا عمرو يأكل من شوائه وعبد عمرو يقدم إليه، إذ نظر إلى

خصر قميصه منخرقا فأبصر كشحه، وكان من أحسن أهل زمانه كشحا وجسما. وكان بينه وبين

طرفة أمر وقع له بينهما شر، فهجاه طرفة فقال:

فيا عجبَا مِن عبدِ عمرو وبَغْيه ... لقد رامَ ظُلمي عبدُ عمرو فأنْعَمَا

- وهي قصيدة من شعره - فقال عمرو بن هند لعمرو، وقد كان عمرو سمع بهذه القصيدة: يا عبد

عمرو، هل أبصر طرفة كشحك؟ ثم تمثل:

ولا عيبَ فيه غير أن قيل واحدٌ ... وأنَّ له كشحاً إذا قام أهضما

وكان عمرو بن هند شريرا، وكان له يوم بؤس ويوم نعيم، فيوم يركب في صيده يقتل أول من

يلتقي، ويوم يقف الناس ببابه فان اشتهى حديث رجل أذن له. وكان هذا دهره.

وقال أحمد بن عبيد: كان إذا ركب في يوم نعيمه لا يلقى أحدا إلا أعطاه ووهب له وقضى حاجته،

وإذا ركب في يوم بؤسه لم يلق أحدا إلا قتله. وكان طرفة قد هجه فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015