(قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَارجٍ ... وبَيْنَ العُذَيبِ بُعْدَ ما مُتأَمّلِ)
ويروى: (قعدت له وصحبتي بين حامز وبين إكام). ويروى: (لكام). وحامز هو من بلاد غطفان،
وكذلك رحرحان. وآكام: جمع أكمة. ولكام: جبل بالشام. وقال الأصمعي: معناه قعدت لذلك البرق
انظر من اين يجيء بالمطر. وضارج والعذيب: موضعان. وقوله (بُعد ما متأمل) معناه يا بُعد ما
تأملت أي تبينت.
وموضع ما خفض ببعد ومعناها الذي، والمتأمل مرفوع بإضمار هو. وقال بعض أهل اللغة: معناه يا
بُعد تأملي. فالتأمل مخفوض بإضافة بعد اليه، وما صلة للكلام.
وقال بعضهم: (بُعد ما متأمل) فموضع ما رفع ببعد فألقيت ضمة العين على الباء، كما قالوا نعم
الرجل وأصله نعم الرجل. قال الشاعر:
إذا غابَ عنا غابَ عنا فُراتُنا ... وإنْ شِهْدَ أجْدَى فَضْله وجَداولُه
معناه وإن شهد، فألقى كسيرة الهاء على الشين. ويروى: (بعد ما متأمل) بفتح الباء على معنى بعد ما
متأمل، فما رفع ببعد. وسيجوز أن سيرتفع المتأمل ببعد وتكون ما حشوا، وتركت الباء على فتحتها،
وسقطت الضمة عن العين، كما تقول كرم الرجل وأنت تريد كرم الرجل. وقال بعضهم: موضع ما
خفض ببعد، كأنك قلت: بعد ما تأملت. قال: وليس الأصل في بَعْد بَعُد.
والصحبة يرتفعون ببين، والواو واو حال.
(عَلاَ قَطَناً بالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبهِ ... وأَيسَرُهُ عَلَى السِّتَارِ فيَذْبُلِ)
علا من العلو. وقطن: جبل في أرض بني أسد. والشيم: النظر إلى البرق