فالرَّفْعَ: هذا منصوب على الاشتغال, مثل الذي معنا، ابن مالك قال: فَالسَّابِقَ انْصِبْهُ. فالرَّفْعَ الْتَزِمْهُ, يعني التزم الرفع، أَبَدَا مطلقاً في كل الأوقات, إذا تلا الاسم السابق ما يختص بالمبتدأ حينئذٍ وجب الرفع, وجب الرفع للاسم ولا يجوز نصبه.
والذي لا يعمل ما بعدها فيما قبلها اثنا عشر نوعاً:
الأول: أدوات الشرط بلا استثناء.
الثاني: أدوات الاستفهام بلا استثناء ومنه: (كم) الاستثنائية, نصوا عليها.
الثالث: أدوات التحضيض بلا استثناء.
الرابع: أدوات العرض بلا استثناء.
الخامس: لام الابتداء.
السادس: (كم) الخبرية.
السابع: الحروف الناسخة, ما يدخل على المبتدأ.
الثامن: الأسماء الموصولة, ومنها (أل) الموصولة, نصوا عليها.
التاسع: الأسماء الموصوفة بالعامل المشغول, زيد رجل ضربته.
العاشر: بعض حروف النفي وهي (ما) مطلقاًَ, نحو: زيد رجل ما ضربته, و (لا) بشرط أن تقع في جواب قسم, نحو: زيد والله لا أضربه, فإن كان حرف النفي غير (ما) و (لا) نحو: زيد لم أضربه, أو كان حرف النفي هو (لا) وليس في جواب القسم, نحو: زيد لا أضربه, فإنه يترجح الرفع ولا يجب؛ لأنها حينئذٍ لا تفصل ما بعدها عما قبلها لأنها لو فصلته لما عمل ما بعدها فيما قبلها لا يفسر عامل.
الحادي عشر: أسماء الأفعال.
الثاني عشر: فاء السببية، هذه لا يعمل ما بعدها فيما قبلها.
وَإِنْ تَلاَ السَّابِقُ مَا بِالِابْتدَا يَخْتَصُّ: يعني: ما يختص بالابتداء.
فالرَّفْعَ: الفاء واقعة في جواب الشرط.
الْتَزِمْهُ أَبَدَا: وجب الرفع على الابتداء، فتخرج المسألة عن هذا الباب إلى باب المبتدأ والخبر، إذا وجب الرفع خرجت المسألة هذه من باب الاشتغال إلى باب المبتدأ والخبر، نحو: خرجت فإذا زيد يضربه عمرو، زيد هذه إذا الهجائية كما سبق هناك في تقدير خبر المحذوف، فإذا الأسد حاضر، فإذا الأسد، ففي الحضرة الأسد، فإذا زيد، زيد حاضر، أو فإذا زيد يضربه عمرو، فإذا زيد، زيد: هذا الاسم المتقدم، يضربه عمرو، يضرب عمرو زيداً، إذاً اشتغل بضمير يعود للاسم المتقدم، هنا تعين الرفع ولا يجوز النصب، لأن الاسم المتقدم تبع ووقع بعد أداة لا يليها إلا المبتدأ فتعين الرفع، وإذا كان كذلك فحينئذٍ نقول: ما دام أن الرفع تعين حينئذٍ لو ألغي الضمير لما تسلط على الأول، لو حذفت الضمير: فإذا زيد يضرب عمرو لا بد من إحداث وتقدير مفعول به غير الأول، لماذا؟ لأنك لو سلطته على الأول للزم أن تكون الجملة تالية لـ (إذا)، وحينئذٍ إذا قلت: فإذا زيداً يضرب عمرو تلا (إذا) الجملة؛ لأن المتقدم في نية التأخير، كأنك قلت: فإذا يضرب عمرو زيداً، وهذا ممتنع.