إذن: قوله: وَالنَّصْبُ حَتْمٌ أي: فيمتنع الرفع على الابتداء, فالممنوع هنا رفع الاسم المتقدم على أنه مبتدأ إذا تلا أدوات الشرط, أو أسماء الاستفهام أو أدوات التحضيض أو أدوات العرض، نقول: يمتنع رفع الاسم لا مطلقاً، وإنما يمتنع رفعه على أنه مبتدأ, وأما لو رفع على الفاعلية, وأنه لفعل محذوف وجوباً نقول: هذا جائز لأنه لم يخرج الأدوات عما وضعت له في لسان العرب.

ويجوز رفعه بالفاعلية لفعل مضمر مطاوع للظاهر, فقول الناظم:

وَالنَّصْبُ حَتْمٌ, أي: فيمتنع الرفع على الابتداء, الناظم هنا مثَّل بـ (إن) و (حيثما) قد يفهم منه أنه سائغ مطلقاً, أن يقع الاشتغال بعد أدوات الشرط مطلقاً في الشعر وفي النثر, لكن هذا فيه تفصيل, ليس على إطلاقه، ولذلك قال ابن هشام: وتسوية الناظم بين (إن) و (حيثما) مردوداً.

لا يقع الاشتغال بعد أدوات الشرط والاستفهام إلا في الشعر, وأما في النثر -الكلام- فلا يليها إلا صريح الفعل, لا بد من النطق به لا يكون محذوفاً, في الكلام لا يليها إلا الفعل الصريح, صريح الفعل إلا إذا كانت أداة الشرط (إذا) مطلقاً, يعني: سواء تلاها فعل ماضي, أو مضارع, أو (إن) والفعل الماضي, يعني في النثر من أدوات الشرط يستثنى (إذا) و (إن)، (إذا) مطلقاً يعني سواء تلاها فعل ماضي أو تلاها فعل مضارع, و (إن) بشرط أن يتلوها فعل ماضي فحسب, فيقع في الكلام نحو: إذا زيداً لقيته, أو تلقاه فأكرمه, إذا زيداً لقيته هذا فعل ماضي تلا إذا, أو إذا زيداً تلقاه هذا فعل مضارع يجوز هذا وذاك، فأكرمه, فحينئذٍ نقول: زيداً هذا مفعول به لفعل محذوف وجوباً يفسره المذكور, وقع بعد (إذا) , وهو في الأصل لا يقع إلا في الشعر, لكن يستثنى (إذا) في النثر كما أنها في الشعر.

وإن زيداً لقيته فأكرمه, إن زيداً لقيت، ولا يصح إن زيداً تلقاه, لا يصح لماذا؟ لأن (إن) في النثر لا يتلوها إلا الماضي, وأما المضارع فلا، بخلاف (إذا) , (إذا) مطلقاً و (إن) بشرط.

ويمتنع في الكلام إن زيداً تلقاه فأكرمه, ويجوز في الشعر.

قال ابن هشام: وتسوية الناظم بين (إن) و (حيثما) مردود, إذاً: (حيثما) لا تقع إلا في الشعر, لا تقع في النثر, و (إن) تقع في النثر، إذاً: التسوية بينهما مردودة, هكذا قال ابن هشام رحمه الله في الأوضح, وأجيب عن رده بأن التسوية بينهما في وجوب النصب, وفي مطلق الاختصاص بالفعل, وإن كان أحدهما أقوى من الآخر, يعني: (إن) أقوى من (حيثما) لأن الاسم ينتصب بعدها في النثر وفي الشعر, بخلاف (حيثما) فهي خاصة بالشعر دون النثر فلا تقع في النثر.

إذاً: قوله:

وَالنَّصْبُ حَتْمٌ إِنْ تَلاَ السَّابِقُ مَا ... يَخْتَصُّ بِالْفِعْلِ .......... !!

وذلك كأدوات الشرط كَـ (إِنْ وَحَيْثُمَا).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015