إذاً: إذا اجتمع في كلمةٍ واحدة مثلان مُتحرِّكان، وجب إدغام الأول في الثاني، ويلزم من ذلك تسكين الأول؛ لامتناع إدغام المُحرَّك إلا بعد تسكينه وشمل نوعين، لأنَّ ما قبل المثل الأول إمَّا أن يكون ساكن أو مُتحرِّك، إن كان ساكناً حينئذٍ مباشرة نقلت حركة المثل الأول إلى ما قبله فسكن فأدغمت، إن كان ما قبله مُتحرِّكاً حينئذٍ كيف تنقل حركة إلى حركة؟ فيَتَعيَّن أن تُسقط حركة الأول ثُمَّ بعد ذلك تنقل، التَخليَة قبل التَّحليَة.

وشمل نوعين:

أن يكون قبل المثل الأول مُتحرِّك نحو: رَدَّ وَظَنَّ، أصلهما: رَدَدَ وَظَنَنَ، فَسُكِّنَ المثل الأول وَأُدْغِمَ في الثاني.

الصورة الثانية: أن يكون المثل الأول ساكناً نحو: يَرُدُّ وَيَظُنُّ وَمَرَدُّ، وأصلها: يَرْدُدْ (يَفْعُلْ) وَيَظْنُنْ وَمَرْدُدْ، فَنُقِلَت حركة المثل الأول إلى السَّاكن قبله، وبقي ساكناً فَأُدْغِمَ في المثل الثاني.

إذاً: إذا كان ما قبل حرف المثل الأول مُتحرِّكاً وجب أولاً: إسقاط حركة ما قبل المثل الأول، فحينئذٍ صَحَّ لك أن تنقل حركته إلى ما قبله، أو إن شئت حذفته مباشرة.

إذاً:

أَوَّلَ مِثْلَينِ مُحَرَّكَيْنِ فِي ... كِلْمَةٍ ادْغِمْ. . . . . . . . . . . .

(ادْغِمْ) فعل أمر والفاعل أنت، (أَوَّلَ) مفعولٌ به وهو مضاف، و (مِثْلَينِ) مضافٌ إليه، (مُحَرَّكَيْنِ) نعت لـ: (مِثْلَينِ)، (فِي كِلْمَةٍ) جار ومجرور مُتعلَّق بمحذوف صفة لـ: (مُحَرَّكَيْنِ) يعني: أن يكونا في كلمةٍ واحدة، فإن كانا في كلمتين لم يجب، بل يجوز كما هو مشهورٌ عند أبواب القراءة.

فُهِمَ منه: أنَّ أول المثلين إذا كانا في صدر الكلمة نحو: (دَدَنْ) لا يُدغَم إذ لا يصح الابتداء بالسَّاكن، لأنَّه قال:

أَوَّلَ مثْلَينِ مُحَرَّكَيْنِ فِي ... كِلْمَةٍ ادْغِمْ. . . . . . . . . . . .

لزم منه أن يكون أول المثلين ساكن، فحينئذٍ إذا قلت: (دَدَنْ) أدغم الأول في الثاني، ستحذف حركته وَتُدْغِمَ، كيف تبتديء به؟ صار محل إشكال، إذاً: لا يُدْغَم إذا كان أول الكلمة، وإنَّما يُدْغَم إذا كان ثانياً وما بعده مثل: شَدَّ وَمَدَّ وَحَبَّ وَمَلَّ، (مَلَّ) أصله: (مَلِلَ)، و (حَبَّ) أصله: (حَبُبَ)، و (شَدَّ) أصله: (شَدَدَ) إذاً: أُدْغِمَ الثاني فيما بعده.

أَوَّلَ مِثْلَينِ مُحَرَّكَيْنِ فِي ... كِلْمَةٍ ادْغِمْ لاَ كَمِثْلِ صُفَفِ

وَذُلُلٍ وَكِلَلٍ وَلَبَبِ ... وَلاَ كَجُسَّسٍ وَلاَ كَاخْصُصَ بِي

وَلاَ كَهَيْلَلَ. . . . . . .. . . . . ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

يعني: يجب الإدغام، إلا إن كان واحداً من هذه فيجب الإظهار، كأنَّه شروعٌ في النَّوع الثاني: وهو ما وجب فيه الإظهار.

وهذه سبعة مواضع اجتمع فيها مثلان في كلمةٍ ولا يجوز فيها الإدغام:

الأول: أشار إليه بقوله: (صُفَفِ) ما كان على وزن (فُعَلِ) يمتنع .. هكذا سماعاً دون أن نُعَلِّلْ، ما كان على وزن (صُفَفِ) هذا جمع (صِفَةٍ).

والثاني: ما كان على وزن (ذُلُلْ) .. (فُعُلْ) يمتنع.

والثالث: ما كان على وزن (كِلَلْ) .. (فِعَلْ).

والرابع: ما كان على وزن (لَبَبْ) كـ: طَلَلْ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015