وإن وقعت تاء (الافْتِعَال) بعد الدَّال والزَّاي والذَّال قُلِبَت دالاً نحو: (ادَّانَ) بالإدغام، أصله: ادتان .. (افْتَعَل) قُلِبَت التاء دالاً ثُمَّ أُدْغِمَت الدَّال في الدَّال، (وَازْدَدْ) هنا لا تُدْغَم لِمَا قيل في: اصْطَبَرَ، (وَادَّكِرْ) والأصل: ادتان وازتد واذتكر، (ادَّكر) .. (اذَّكر) .. (اذتكر) هذا الثالث فيه ثلاثة أوجه:
- (اذْتَكِر) هذه تُبْدَل المعجمة مهملة وَتُدْغَمَ فيها، وبعضهم يعكس، ولذلك قرئ في الشَّاذ: (فَهَلْ مِنْ مُذَّكِرٍ) (مُدَّكِر) هذه القراءة المشهورة، (مُذَّكِرْ) بقلب الدَّال ذالاً ثُمَّ أُدْغِمَت الذَّال في الذَّال .. هذا شاذ.
إذاً: فيه ثلاثة أوجه: (اذْتَكِر) بقلب التاء ذالاً، ثُمَّ إدغام الذَّال في الذَّال، أو بقلب الأول دالاً، ثُمَّ إدغام الدال في الدَّال، أو بالإظهار (اذْتَكِر)، ولذلك النَّاظم هنا مشى على الثالث: (وادَّكِرْ) والأصل: ادتان وازتد واذتكر، فاسْتُثْقِلَت التاء بعد هذه الحروف فَأُبْدِلَت دالاً، وَأُدْغِمَت الدَّال في الدَّال.
(فَا أَمْرٍ) هذا فَصلٌ جديد يَتَعلَّق بحذف الفاء من الأمر أو المضارع.
(فَصْلٌ).
فَا أَمْرٍ اوْ مُضَارِعٍ مِنْ كَوَعَدْ ... احْذِفْ وَفِي كَعِدَةٍ ذَاكَ اطَّرَدَ
(فَاءَ أَمْرٍ) على أنَّه مفعول لقوله: (احْذِفْ).
(احْذِفْ فَاء أَمْرٍ) قصره للضرورة، (أَوْ مُضَارِعٍ) أو فاء مضارعٍ، وله شرطان، (مِنْ كَوَعَدْ) يعني: مِمَّا كانت عينه فاءً احذف الفاء، (وَعَدْ) فتقول في المضارع: يَعِدُ، لوقوع الواو هنا بين عَدُوَّتَيْهَا، فتقول أصله: يَوْعِدْ، حُذِفَت الواو فيما إذا وقعت الواو بين ياءٍ، وما بعدها مكسور.
وَحُمِل ما عداه عليه يعني: أَعِدُ .. نَعِدُ .. تَعِدُ، هذه كلها بحذف الواو ليست فيه العِلَّة، الأصل: يَعِدُ، وَحُمِلَ عليها سائر أنواع الفعل المضارع، كذلك في الأمر تقول: عِدْ، تحذِف الواو حملاً على المضارع، كذلك في المصدر: عِدَةٌ، أين الواو؟ حُذِفَت.
إذاً: ما كان مِثَال (عِدَة) ونحوه مِمَّا وقعت فيه الواو فاءً حينئذٍ تُحْذَف في فاء الأمر، وفي فاء المضارع، وفي فاء المصدر، وَيُعَوَّض عنها في المصدر تاءً في آخره.
(فَا أَمْرٍ أَوْ مُضَارِعٍ) (مُضَارِعٍ) هذا مشروطٌ: بأن يكون حرف المضارعة مفتوحاً، يعني: ليس مَبْنِيَّاً للمجهول: يُوعَد، لم تُحْذَف الواو هنا لكون حرف المضارعة ليس مفتوحاً، فلو كان مضموماً صَحَّت الفاء .. لم تُحْذَف: يُوعَدُ.
إذاً قوله: (أَوْ مُضَارِعٍ) مشروطٌ: بأن يكون حرف المضارعة مفتوحاً، فلو ضُمَّ حينئذٍ لم تُحْذَف الواو نحو: يُوعَدُ، هذا الشَّرط مأخوذٌ من قوله: (كَوَعَدْ).
كذلك يُشْترط: أن يكون ما بعد الواو مكسوراً، فلو كان ما بعدها غير مكسور لم تُحْذَف نحو: يَوْجَل، يَوْجَل صَحَّت الواو هنا، لا تقل: يَجِلْ، وبعضهم قلبها: ياجل، لكن المشهور: يَوْجَل، هنا وقعت الواو بين ياءٍ، ولكن لم يُكْسر ما بعدها، والشَّرط في حذفها: أن تقع الواو بين ياءٍ مفتوحة وما بعدها أن يكون مكسوراً، وأمَّا: يُوْجَل، وُجِدَ الجزء الأول من الشرط، وانتفى الثاني وهو: كسر ما بعدها.
إذاً قوله: (أَوْ مُضَارِعٍ) مشروطٌ بشرطين: