(مِفْعَلٌ) مثله .. مثل: مِخْيَط، مِخْيَط ياءٌ مُتحرِّكة قبلها ساكن صحيح، هل يدخله إعلالٌ بالنَّقل؟ الجواب: لا، لأنَّ: مِخْيَط .. (مِفْعَل) ليس على زنة المضارع، وليس فيه زيادة المضارع، لأنَّ الميم هذه لا تُزَاد في المضارع.

(مِفْعَلْ) مبتدأ، و (صُحِّحَ) هو الجملة خبر، (كَالْمِفْعَالِ) هذا فيه تعليل، لماذا صُحِّحَ؟ حملاً على (الْمِفْعَالِ)، و (الْمِفْعَالِ) كـ: المكيال، مُصَحَّحٌ لأنَّه لم يشبه الفعل في النوعين، (وَمِفْعَلٌ) مثله.

وَمِفْعَلٌ صُحِّحَ كَالْمِفْعَالِ ..

وإن كان ظاهره يقتضي الإعلال، لأنَّه أشبه المضارع في الوزن دون الزٍّيادة، لأنَّه في مثل (تِعْلَمْ) .. (مِفْعَل)، (تِعْلَم) هذا فعل مضارع في لغة من يكسر حرف المضارعة التاء، (مِعْلَم) .. (تِعْلَم) في لغة، (مِفْعَلْ) مثله: مِخْيَط، إذاً: شابهه في الوزن لا في الزِّيادة، إذاً: (مِفْعَل) مُشابهٌ للفعل المضارع في الوزن، لأنَّه مثل: (تِعْلَمْ) .. (نِعْلَمْ) بكسر حرف المضارعة في لغة من كسر التاء أو النون، وإنَّما صَحَّ مع كونه وُجِدَ فيه المقتضي للإعلال، لأنَّه محمولٌ على (مِفْعَال) ولذلك قال: (كَالْمِفْعَالِ) بالألف، و (مِفْعَال) ليس فيه شَبَهٌ بالفعل المضارع لا في الوزن، ولا في الزِّيادة.

وحينئذٍ القاعد: أنَّ الشيء إذا أشْبَه الشيء أخذ حكمه، هذا تعليل، أو نقول: إنَّما صُحِّحَ لأنَّه في الأصل (مِفْعَال) حُذِفَت منه الألف، يعني: (مِفْعَل) هو عين (مِفْعَال) لكن بحذف الألف، كأنَّ الأصل: مِخْيَاط، فقيل: مِخْيَط بحذف الألف، على كُلٍّ: (مِفْعَل) يُصَحَّح سواءٌ كانت هذه العِلَّة أو تلك، وكلا العِلَّتين عليلتان.

وَمِفْعَلٌ صُحِّحَ كَالْمِفْعَالِ ..

(كَالْمِفْعَالِ) هذا حالٌ من الضمير في الخبر، (صُحِّحَ) هو نائب الفاعل ضمير، (كَالْمِفْعَالِ) جار ومجرور مُتعلِّق بمحذوف حالٌ، إذاً: (مِفْعَل) هذا يُسْتَثنى، وإن كان هو على زِنَة المضارع.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . ... وَأَلِفَ الإِفْعَالِ وَاسْتِفْعَالِ

أَزِلْ لِذَا الإِعْلاَلِ وَالتَّا الْزَمْ عِوَضْ ... وَحَذْفُهَا بِالنَّقْلِ رُبَّمَا عَرَضْ

هذا سبق معنا في باب: أَكْرَمَ .. أَقْوَمَ إِقَامة، قلنا هناك: المصدر (إقَامَة) أصله: إِقْوَام، حصل إعلالٌ بالنَّقل، ثُمَّ اكتفي بجزء العِلَّة فَقُلِبَت الواو ألفاً، ثُمَّ اجتمع عندنا أَلِفَان: ألف المصدر والألف المنقلبة عن عين الفعل، حينئذٍ حذفنا أحد الألفين، إمَّا الأولى أو الثانية على خلاف، الصواب: أنَّها الأصلية.

ثُمَّ عُوِّض عنها التاء في آخرها فقيل: إقامة، ومثله: استقام استقامةً، أصله (اسْتَقْوَمَ) حصل فيه إعلالٌ بالنَّقل، والذي معنا الآن إعلالٌ بالنَّقل: (اسْتَقْوَم) نُقِلَت حركة الواو إلى ما قبله .. القاف، ثُمَّ اكتفاءً بجزء العِلَّة قُلِبَت الواو ألفاً قيل: (استقام) -استقام لا إشكال فيه-، ثُمَّ جاءت الألف في المصدر مع الألف المنقلبة عن عين الكلمة فاجتمع عندنا أَلِفَان، فَحُذِفَت العين وَعُوِّضَ عنها التاء في الأخير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015