هنا قال: (وَأَلِفَ الإِفْعَالِ) (إِفْعَالِ) إِقْوَام، (وَاسْتِفْعَالِ) استقوام، (أَزِلْ) يعني: احذف، فَرَجَّح ابن مالك هنا أنَّ المحذوف هو ألف المصدر، وألف الاستفعال ألف المصدر، وهذا على مذهب سيبويه، والمُرَجَّح خلافه، لأنَّه عُوِّضَ عنها كما ذكرنا، والتَّعويض إنَّما يكون عن حرفٍ أصلي لا عن حرفٍ زائد، ولذلك قال:
(وَالتَّا الْزَمْ عِوَضْ) عِوَضْ عن ماذا؟ عن المحذوف وهو الألف، لو كانت الألف هي الزَّائدة المصدرية ما عُوِّضَ عنها، ثُمَّ هي جيء بها لمعنىً، والأصل: ما جيء به لمعنىً زائد على الكلمة أن يبقى لا يُحْذَف، وما كان من بنية الكلمة هو الذي يُحْذَف.
إذاً:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . ... وَأَلِفَ الإِفْعَالِ وَاسْتِفْعَالِ
أَزِلْ لِذَا الإِعْلاَلِ. . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ما هو (ذَا الإِعْلاَل)؟ السَّابق .. إعلال بالنَّقل، (وَالتَّا الْزَمْ عِوَضْ) الْزَمِ التاء، (عِوَضاً) هذا حال من (التَّا)، وُقِفَ عليه على لغة ربيعة.
وَحَذْفُهَا بِالنَّقْلِ رُبَّمَا عَرَضْ ..
يعني: الأصل أن تُزَاد التَّاء في مصدر الإفعال والاستفعال، يقال: أَقَامَ إِقَامَةً، وَأَجَازَ إِجَازَةً، وَأَجَار إِجَارَةً، وَاسْتَقَامَ اسْتَقَامَةً، هذا الأصل فيه، هذه التاء عِوَض عن الألف المحذوفة في المصدر، قد تُحْذَف ولَكنَّها نقلاً يعني: سَمَاعاً، ومنها: ((وَإِقَامِ الصَّلاةِ)) [النور:37] قيل: وأكثر ما تُحْذَف عند الإضافة.
يعني: إذا كان المستحق للنَّقل والإعلال المذكورين مصدراً على (الإِفْعَال) أو (اسْتِفْعَال) حُمِلَ على فعله، فَنُقِلَت حركة عينه إلى فائه، ثُمَّ تُقْلَب ألفاً لمجانسة الفتحة فيجتمع ألفان: الألف المنقلبة عن العين .. واو أو ياء، والثانية: الألف التي كانت بعد العين .. ألف المصدر.
حينئذٍ على مذهب ابن مالك قال: أزل ألف (الإِفْعَالِ) إذاً: تُحْذَف الثانية التي هي زائدة، لا المنقلبة عن العين، حينئذٍ تَلْزَم التاء عِوَضَاً عن ذلك المحذوف نحو: استقامة وإقامة، وما شاكلها.
إذاً: (وَأَلِفَ) هذا مفعول (أَزِلْ) أزل ألف الإفعال .. مصدر (الإِفْعَال): أَفْعَلَ يُفْعِلُ إفْعَالاً .. أَكْرَمَ يُكْرِمُ إِكْرَامَاً، والمراد به هنا: ما كان على وزن (أَفْعَلَ) مُعلَّ العين .. عينه حرف عِلَّة.
أَزِلْ أَلِفَ الإِفْعَالِ وَاسْتِفْعَالِ ..
كذلك مصدر (لِذَا الإِعْلاَلِ) اللام هنا للتَّعليل، والجار والمجرور مُتعلِّق بقوله: (أَزِلْ) وهذا تصريحٌ من النَّاظم بأنَّ المحذوف هي الألف الزَّائدة وهو مذهب سيبويه، (وَالتَّا الْزَمْ) والْزَمْ التاء: قصره للضرورة مفعول مُقدَّم لقوله: (الْزَمْ) وهو فعل أمر، (عِوَضْاً) عن ذلك المحذوف، (عِوَضاً) هذا حالٌ من التاء وُقِفَ عليه على لغة ربيعة.