إنْ أشبه الاسم الفعل المضارع في الزِّيادة فقط دون الوزن أُعِلَّ، وإن أشبه الاسم الفعل المضارع في الوزن فقط دون الزِّيادة أُعِلَّ، وأمَّا النَّوعان الآخران: ألا يُشْبِه الفعل لا في الزِّيادة ولا في الوزن فلا إعلال .. وجب التَّصحيح، وإن أشبه الاسم الفعل فيهما معاً وجب التَّصحيح.

يعني: أنَّ الفعل يُشاركه في وجوب الإعلال بالنَّقل المذكور كُلُّ اسمٍ أشبه المضارع في زيادته لا في وزنه، أو في وزنه لا في زيادته، فشمل صورتين من الصور الأربعة، فإن أشبهه في الوزن والزِّيادة معاً نحو: أبيض وأسود، أو باينه فيهما معاً وجب التَّصحيح.

إذا:

ومِثْلُ فِعْلٍ فِي ذَا الاِعْلاَلِ اسمُ ... ضَاهَى مُضَارِعاً وَفِيهِ وَسْمُ

قال الشَّارح: " يعني أنَّه يثبت للاسم الذي يُشْبِه الفعل المضارع في زيادته فقط، أو في وزنه فقط، من الإعلال بالنَّقل ما يثبت للفعل، فالذي أشبه المضارع في زيادته فقط: تِبِيعٌ، وهو مثال: تِحْلِئٍ، من البيع".

يعني: أن تبني من (البيع) مثل: تِحْلِيءٍ، بكسر التَّاء ثُمَّ لامٌ وبعدها همزة فتقول: تَبْيِعٍ، حينئذٍ حصل إعلال بالنَّقل .. نُقِلَت حركة الياء إلى ما قبله فصار: تِبِيع، بكسر التَّاء وكسر الباء، لأنَّه أشبه الفعل المضارع في الزِّيادة وهي التَّاء، وخالفه في الوزن، الفعل المضارع لا يأتي على: تِبِيع، إنَّما: تَبِيع، هذا الأصل، و (تِبِيع) هذا ليس بزنةٍ للمضارع.

إذاً: أشبهه في الزِّيادة فقط وهي: التاء، فالذي أشبه المضارع في زيادته فقط: تِبِيع، بكسر التاء والباء وإسكان الياء، وهو مثال: تِحْلِيءٍ، من (البيع) بكسر التَّاء وهمزةٍ بعد اللام، والأصل: تِبْيِعٌ، بكسر التاء وسكون الباء، فَنُقِلَت حركة الياء إلى الباء فصار: تِبِيْع، من (البيع).

والذي أشبه المضارع في وزنه فقط: مَقَام، في الوزن: (مَقْوَمْ) هذا الأصل، أشبه (تَشْرَب)، إذاً: شاركه في الوزن فقط، والذي أشبه المضارع في وزنه فقط (مَقَامٌ) والأصل (مَقْوَمٌ) هنا حصل إعلالٌ: وهو أن الواو (مَفْعَلٌ) وقعت عيناً وهي مُحرَّكة، وما قبله صحيحٌ ساكن، فدخله إعلالٌ بالنَّقل، وهو اسمٌ، لماذا دخل الاسم الإعلال بالنَّقل؟ لكونه أشبه الفعل المضارع في وزنه، لأنَّ (مَقْوَم) على وزن (تَشْرَب) فهو في وزانه.

وخالفه في الزِّيادة، لأنَّ الميم لا تُزَاد في أول المضارع، مَقَامٌ، الميم هذه زائدة، وهل تُزَاد في أول المضارع ميم؟ الجواب: لا، وإنَّما هي أحد أحرف (أَنَيْتُ)، فَنُقِلت حركة الواو إلى القاف، ثُمَّ قُلِبَت الواو ألفاً لمجانسة الفتحة، فإن أشبهه في الزِّيادة والزِّنة معاً، فإمَّا أن يكون منقولاً من فعلٍ أولا، فإن كان منقولاً منه أُعِلَّ كـ: يزيد، وإلا صَحَّ كـ: أبيض وأسود.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015