حِينئذٍ في الغالب إن تبع موصوفه التاءُ لا تدخل عليه، كيف تَبِع موصوفه؟ يعني: إن سُبِق بِموصوفه، فيقال: هندٌ قتيل، ولا يقال: قتيلة، ويقال: رجلٌ قتيل، ويقال: رجلٌ جريح وامرأةٌ جريح، يعني: إذا سبق موصوفه يعني: ما كان محلاً للمعنى ولا يُعنَى به الوصف الاصطناعي، ولذلك نقول: هندٌ قتيل، (هندٌ) مبتدأ، و (قتيل) هذا خبر وليس بصفة، لكنَّه في المعنى هو صفة.
إذاً المراد بقوله: (إِنْ تَبِعْ مَوْصُوفَهُ) إنْ كان مَحلّ الصِّفة سابقاً بقطع النَّظر عن كونه منعوتاً أو لا، فيدخل فيه المبتدأ، ويدخل فيه الخبر، ويدخل فيه غيره.
إذاً: (وَمِنْ فَعِيلٍ كَقَتِيلٍ) بمعنى: مقتول، فاحترز به من (فَعِيلٍ) بمعنى: فاعل، إِنْ تَبِعْ مَوْصُوفهُ التَّا تَمْتَنِع .. التَّا تَمْتَنِع إِنْ تَبِع مَوْصُوفهُ، فإن لم يتبع موصوفه جاز دخول التاء وخروجها.
إذاً: هذا هو الوزن الخامس مِمَّا لا تتصل به تاء الفرق، وهذا فيما إذا كان (فَعِيلٍ) بمعنى: مفعول، احترز به عن (فَعِيلٍ) بمعنى: فاعل، ثُم (فَعِيلٍ) بمعنى: مفعول قد يستعمل تابعاً لموصوفه، وقد يستعمل ليس تابعاً لموصوفه، ما يُعبَّر عنه بأنَّه يجري مجرى الأسماء.
إن تبع موصوفة التاءُ تمتنع، فإن لم يتبع موصوفه حِينئذٍ جاز اتِّصال التاء به.
قال الشَّارح هنا: "قد سبق أن هذه التاء إنما زيدت في الأسماء ليتميز المؤنث عن المذكر، وأكثر ما يكون ذلك في الصفات" أمَّا الجامد كما ذكرناه هذا قليل: غلام وغلامة، وإنسان وإنسانة، هذا لا ينقاس .. يسمع ولا يقاس عليه، "ويقل ذلك في الأسماء التي ليست بصفات كـ: رجل ورجلة، وإنسان وإنسانة، امرئٌ وامرأةٌ، وأشار بقوله: (وَلاَ تَلِي فَارِقَةً فَعُولاَ) إلى أنَّ من الصفات ما لا تلحقه هذه التاء، وهو ما كان من الصفات على وزن (فعول) وكان بمعنى فاعل، وإليه أشار بقوله: (أَصْلاً)، واحترز بذلك من الذي بمعنى: مفعول" وهذه تلحقه التاء كما ذكرنا "وإنما جعل اسم الفاعل ما كان بمعنى الفاعل أصلاً؛ لأنَّه أكثر من الثاني فهو أصلٌ له، أو لأنَّ بِنْيَة الفاعل أصل، أو لِمَا ذكره الشارح هنا، " .. وذلك نحو: شكور وصبور، بمعنى: شاكر وصابر، فيقال للمذكر والمؤنث: صبور وشكور بلا تاء، هذا رجلٌ شكور وامرأةٌ صبور" يستوي فيه المذكر والمؤنث، حِينئذٍ لا يُجمع بواوٍ ونون.
"فإن كان (فعول) بمعنى: مفعول، فقد تلحقه التاء في التأنيث، نحو: ركوبة بمعنى مركوبة" تقول: ناقةٌ ركوبة وحلوبة.
"وكذلك لا تحلق التاء وصفاً على (مفعال) كـ: امرأةٍ مِهْذَار، وهي الكثير الهذَرْ وهو الهيذان" ثرثارة يعني "أو على (مفعيل) كـ: امرأة مِعْطِير، من: عَطِرت المرأة إذا استعملت الطيب، أو على (مِفْعَل) كـ: مِغْشَم، وهو الذي لا يثنيه شيءٌ عَمَّا يريده ويهواه من شجاعته.
وما لحقته التاء من هذه الصفات الفرق بين المذكر والمؤنث فشاذٌّ لا يقاس عليه، نحو: عدو .. عدوة" (فعول) هذا "و: ميقان" مأخوذٌ من اليقين .. ميقان (مفعال) "وميقانةٌ، ومسكين" (مفعيل) "ومسكينة" وسُمِع: امرأةٌ مسكينة على القياس، سُمِع امرأة مسكين، هذا الأصل فيه ولا يقال: مسكينة، إلا على ما سُمِع.
لذلك قال:
. . . . . . . . . .