(وَالْمِفْعِيلاَ) يعني: ولا (الْمِفْعِيلاَ) الألف للإطلاق.

(وَلاَ الْمِفْعَالَ) ما إعراب: (وَلاَ الْمِفْعَالَ)؟ الواو حرف عطف، (لاَ) هذه زائدة: لاَ تَلِي فَعُولاَ وَلاَ الْمِفْعَالَ، (الْمِفْعَالَ) معطوف على قوله: (فَعُولاَ)، (وَالْمِفْعِيلاَ) لم يُعِد (لاَ) هنا، معطوف على سابقه .. على (فَعُولاَ) أي: لا تلي التاء هذه الأوزان فارقةً بين المذكر والمؤنث، فيقال: هذا رجلٌ صبور، ومِهْذَار، ومِعْطِير، (مِهْذَار) لكثير الهذيان في منطقه، و (مِعْطِير) طيب الرائحة.

وفهم من قوله: (وَلاَ تَلِي فَارِقَةً) أنَّها قد تلي غير فارقةٍ، سبق أنَّ تاء التأنيث لا يشترط أن تكون دائماً فارقة، قد تكون للتوكيد .. قد تكون للمبالغة .. قد تكون عِوَض إلى آخره، إذاً: النَّفي هنا مُسلَّط على التاء بمعنى الفرق، لا يمنع أن تلحق التاء بمعنى من المعاني الأخرى، لأنَّه خصَّه، قال: (لاَ تَلِي فَارِقَةً) إذاً: قد تليه وليست فارقةً.

وفهم من قوله: (لاَ تَلِي فَارِقَةً) أنَّها قد تلي غير فارقةٍ، نحو: ملولة، وفروقة، (ملولة) من الملل وهو السآمَة، و (فروقة) من الفَرَق بفتح الراء وهو الخوف، فإن التاء فيهما للمبالغة ولذلك تلحق المذكر والمؤنث: رجلٌ ملولة، يَصِح مع كون (ملول) فعول بمعنى فاعل هنا، والتاء هنا ليست للتأنيث وإنما للمبالغة، كذلك: فروق، يعني الخوف.

حِينئذٍ نقول: هذا يصح أن يتَّصف به المذكر والمؤنث، لأنَّ التاء هنا ليست للتأنيث.

إذاً قوله: (وَلاَ تَلِي فَارِقَةً فَعُولاَ) المراد بكون التاء منفية في الدخول هنا إذا كانت فارقةً بين المذكر والمؤنث.

(كَذَاكَ مِفْعَلٌ): مِفْعَلٌ كَذَاكَ، (مِفْعَلٌ) هذا مبتدأ، و (كَذَاكَ) خبر مُقدَّم، أي: لا تليه التاء فارقةً، فيقال: رجلٌ مِغْشَم، وامرأة مِغْشَم، وهو الذي لا ينتهي عَمَّا يريده ويهواه لشجاعته.

. . . . . . . . . . وَمَا تَلِيهِ ... تَا الْفَرْقِ مِنْ ذِي فَشُذُوذٌ فِيهِ

يعني: إذا اتَّصلت تاء الفرق بين المذكر والمؤنث بواحدٍ من هذه الأوزان الأربعة: (فعول) و (مفعال) و (مفعيل) و (مفعل)، فاحكم عليه بأنَّه شاذٌّ.

حِينئذٍ يُقال: عدو وعدوة، ومِيْقَان ومِيْقَانة، ومسكين ومسكينة، مسكينة (مفعيلة)، نقول: هذا كله يُحفظ ولا يُقاس عليه، لأنَّ هذه الأوزان تستعمل فيما استوى فيه المذكر والمؤنث فلا نحتاج إلى تاء الفرق.

وَمِنْ فَعِيلٍ كَقَتِيلٍ إِنْ تَبِعْ ... مَوْصُوفَهُ غَالِبَاً التَّا تَمْتَنِعْ

التَّاءُ تَمْتَنِعْ من (فعيلٍ)، إذاً: لا تدخل على ما كان على وزن (فعيل)، ولكن (فعيل) على قسمين:

- (فعيل) بمعنى فاعل.

- و (فعيل) بمعنى مفعول.

فإن كان بمعنى: فاعل، لحقته التاء في التأنيث: رجل كريم وامرأة كريمة، رجل ظريف وامرأة ظريفة أيضاً، حِينئذٍ اتَّصَلَت التاء بـ: (فعيل) لماذا؟ لكونه على زِنَة (فعيل) لكنَّه بمعنى: فاعل، وهنا المراد بالحكم إذا كان بمعنى: مفعول، ولذلك قَيَّده قال: (كَقَتِيلٍ) بمعنى: مقتول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015