إذاً: (وَيُعْرَفُ التَّقْدِيرُ) تقدير التاء (بِالضَّمِيرِ) يعني: مرجع الضمير العائد على ذلك الاسم، فإن رجع إليه مُؤنَّثاً دلَّ على أنَّ هذا اللفظ مُؤنَّث، وكيف تعرف هذا؟ ليس من رأسك، لأنك إذا أردت أن تُركِّب رَكَّبْت، لكن ترجع إلى لسان العرب: هل أعادوا الضمير عليه مُذكَّراً أو مُؤنَّثاً؟ فحِينئذٍ تحكم عليه بكونه مذكَّراً إذا أُعيد عليه بالتذكير، أو مؤنَّثاً إذا أُعيد عليه بالتأنيث.

إذاً: الأول الضمير .. يعرف بمرجع الضمير.

(وَنَحْوِهِ) نحو الضمير، مِثل ماذا؟ مَثَّل له: (كَالرَّدِّ فِي التَّصْغِيرِ) رد ماذا؟ (كَالرَّدِّ) ردِّ التاء، قلنا: التَّصْغِير يرد الأشياء إلى أصولها، (كَالرَّدِّ فِي التَّصْغِيرِ) يعني: صَغِّر الكلمة، فإن رجعت التاء رددتها حِينئذٍ عرفت أنَّها مُقدَّرة، فتقول هِنْد: هُنَيْدة، هنا رَدَدْتَ التاء في التصغير.

إذاً: (وَنَحْوِهِ) يعني: ونحو الضمير، ومثَّل له بمثال واحد: (كَالرَّدِّ) يعني: ردِّ التاء .. إرجاعها، لأنَّها هي الأصل بقاؤها، (كَالرَّدِّ فِي التَّصْغِيرِ) فتقول: كَتْف .. كُتَيْفَة، هِنْد .. هُنَيْدَة، إذاً: صَغَّرْته فرجعت التاء.

كذلك الإشارة إليه: ((هَذِهِ جَهَنَّمُ)) [يس:63] أشرت إليه بِمؤنَّث فدلَّ على أنَّ (جَهنَّم) مؤنَّث.

إذاً: الإشارة إليه، فتقول: هذه هندٌ، وتلك كتفٌ (تلك .. تِـ)، هذا لمؤنَّث: تلك كتف، وهذه هند، وهذه جنهم، وما في معناها.

وتأنيث خبره: إذا أنَّثْتَ الخبر علمت أنَّ المبتدأ مُؤنَّث، لأنَّه يلزم منه التَّطابق، إذا ورد في لسان العرب .. في القرآن أو في غيره خبر مُؤنَّث، والمبتدأ مُجرَّد عن التاء فاحكم على المبتدأ بأنَّه مُؤنَّث، لأنَّه لا يُخبر بالتأنيث إلا عن المؤنَّث.

كذلك نعته: في النَّعت لأنَّه يُشترط فيه التطابق.

كذلك حاله: الحال لا بد أن تكون مطابقة، ووجودها في فعله: ((وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ)) [يوسف:94] (الْعِيرُ) نقول: هذا مُؤنَّث لوجودها في الفعل.

كذلك بعضهم زاد: أنْتِ، وضربَكِ، يعني: الكسرة، لكن الكسرة هذه معروفة من البِنْيَة، يعني: لا تصلح هنا، وياء (تفعلين) كذلك من البِنْيَة.

والعدد: يعني سقوط التاء من العدد، تقول: ثلاث هنودٍ، وعلمنا أنَّ (ثلاث) هنا يأخذ حكم؟ (ثلاث هنودٍ) النَّظر للآحاد هند فيخالفه، إذا كان مُؤنَّثاً أسْقَطْتَ التاء، هنا أسقطت التاء فتقول: ثلاث هنودٍ، ومنه قوله:

وَهِي ثَلاثُ أَذرُعٍ وَإِصْبَعُ ..

ثَلاثُ أَذرُعٍ تفهم من هذا: أنَّ الذِّرَاع مُؤنَّث لأنَّه أسْقَط التاء من العدد فقال: ثلاث.

إذاً: هذه مِمَّا يُعرف بها التقدير، يعني: عود الضمير، والتصغير، واسم الإشارة، والنعت والخبر وهذه أشهرها في لسان العرب، فإذا وجد واحدٌ من هذه ما هو مؤنَّث حكمنا على اللفظ بأنَّه مُؤنَّثٌ تأنيثاً معنوياً، وفي أصله التاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015